أفق جديد للسينما العربية

Talal Malik
3 min readMay 12, 2018

--

«ربما يقول البعض أن المستحيل قد حدث» ذلك تعليق مجلة فارايتي المتخصصة في رصد أخبار هوليوود والمشاهير في مارس 2012 على حدث ثقافي أقيم في المملكة العربية السعودية وتردد صداه عالميًا. لكن ماذا حدث يومها؟
في ذلك الشهر كان اهتمام المنتج الهوليوودي الأسطوري جيك إيبرتس منصب على بلوغ إنجاز باهر جديد في مجال السينما العالمية، فعلى الرغم من أنه حصد 37 جائزة من جوائز الأوسكار ، كان يعمل حينها على إنجاز فيلم الدراما الوثائقية «رحلة إلى مكة» ويعلم أنه سيفتح له صفحة جديدة في سجل التاريخ. شارك في إنتاج الفيلم رجل الأعمال الدكتور عبد الرحمن الزامل، وسجل انطلاقته المجيدة من أرض الوطن يوم 4 مارس 2012، فكان أول فيلم سينمائي يحظى بعرض أول ملكي في المملكة العربية السعودية أقيم ضمن إطار فعاليات منتدى جدة الاقتصادي وتحت رعاية الديوان الملكي.
ربما كانت مجلة فارايتي محقة حين ظنت أن الأمر مستحيل، لأنه لم يكن سهلًا فعلًا. في العام 2010، عيّن وزير التجارة والاستثمار السعودي الحالي، الدكتور ماجد القصبي، عددًا من الخبراء الاستراتيجيين لتطوير خطة تهدف إلى تحفيز التغيير الاجتماعي والاقتصادي في المملكة، وفي العام 2012، ألقت الدكتورة لما السليمان، نائب رئيس منتدى جدة الاقتصادي، العرض الأول للخطة الذي تصدر الصفحات الأولى في أخبار هوليوود، وبعد ذلك بثلاثة أشهر أعلن عن إطلاق اللجنة السمعية البصرية، وبعد أربعة أعوام عين الوزير القصيبي والدكتورة السليمان في مجلس الهيئة العامة للترفيه.
وبعد سبعة أعوام، في 18 أبريل 2018، اكتمل حلم إيبرتس وحلم السعوديين الذين أحاطوا هذا التغيير بالرعاية، فأصبح الفيلم الرائع «بلاك بانثر» الذي أنتجته مارفل كومكس عن بطل خارق إفريقي، أول فيلم يُعرض في إحدى دور السينما في المملكة العربية السعودية خلال أربعة عقود.
وكرّت بعد ذلك السُبحة…فتحقق الحلم السينمائي الأول في المملكة قاد إلى تحقق أحلام أخرى على هذا الصعيد. فإطلاق المجلس السعودي للأفلام واحتمال شراء صندوق الاستثمارات العامة حصة استراتيجية في وكالة المواهب «وليام موريس إنديفور» التي يشارك في قيادتها أري إيمانويل، تمثل أحدث الكيانات الناشئة في هذا القطاع. أطلقت «وليام موريس إنديفور» قسمها الخاص لإنتاج المحتوى. ولا ريب أن للمحتوى مكانة الصدارة في المملكة أيضًا لأنه يمسح الغبار عن قصص العربية السعودية. فمثلًا، يصور الفيلم السينمائي الملحمي «لورنس العرب» الذي صدر في العام 1962، بداية غارة صحراوية مع عبارة «هذه كانت قرية طلال،» ليبدأ طلال الغامض هذا مهمته وحيدًا. وعلى الرغم من أن قصة لورنس العرب أصبحت مشهورة عالميًا، فإن قصة طلال العربي، مثل العديد من القصص الأخرى، لم ترو بعد.

أما ما قد يرتقي بصناعة السينما العربية السعودية إلى آفاق جديدة فعلًا، فهو عندما تأخذ المرأة دروها في المحتوى السينمائي. ولا بد هنا من ملاحظة كيف تواصل المرأة السعودية توسيع حضورها في هوليوود. فمثلًا تعمل هيفاء المنصور، مخرجة الفيلم الشهير وجدة، الآن مع ريما رونسون من وكالة يونايتد تالينت إيجنسي، وفي الوقت ذاته تشارك ممثلات سعوديات مثل عهد كامل ودينا شهابي في مسلسلات تعرض عبر نتفليكس وأمازون.

يتحقق هذا الحلم السينمائي العربي على أكتاف الكثيرين، بعضهم تحدث عنهم الناس وكتبت عنهم الصحافة، وآخرون عملوا بصمت، أو أصبحت إنجازاتهم في طي التاريخ. واليوم وبعد كل تلك الرحلة التاريخية للسينما في المملكة، يبدو المستقبل مشرقًا بانتظار قصص عربية جديدة تطل برأسها على العالم عبر مواهب تنبع من أرضها الواسعة، من الرجال والنساء المبدعين على حد سواء.

Talal Malik is the Chairman and CEO of conglomerate Alpha1Corp and its entertainment arm, Alpha1Media. His feature film project NANO was recognised as one of the best new scripts for 2018 by judges including 40 Oscar, Golden Globe, Bafta and Emmy award winners.

--

--

Talal Malik

Chairman & CEO of Alpha1Corp™ International. Global Entrepreneur, Trusted Adviser, Dedicated Humanitarian.