تاريخ الذكاء الاصطناعي

--

الذكاء الاصطناعي أو التحكم الآلي هو مفهوم تم الحديث عنه كثيرا في السنوات القليلة المنصرمة. ولكن هناك حقيقة مُدهشة حول الذكاء الاصطناعي، فلقد تم دمجه منذ القرن الرابع قبل الميلاد، وفقا للأساطير اليونانية، فلقد قام هيفيستوس ( الملقب برب الحدادة والنار والصناعة آنذاك ) بتصنيع خدم بصبغة ميكانيكية و إلكترونية بالكامل لمساعدته في عمله. مع مرور الوقت، تم إنشاء العديد من النماذج وروبوتات بنفس المواصفات الأساسية.

من الناحية الأخرى، يظهر من خلال الاسم أن الذكاء الاصطناعي ليس حقيقيا، بمعنى آخر فهو يعتمد على المحاكاة. الذكاء مصطلح واسع يمكن أن يعني أشياء مختلفة. عموما، يمكن تعريف الذكاء في أطياف مختلفة، تتراوح من المنطق إلى القدرة على حل المشكلات. بالتالي، فإن الذكاء الاصطناعي هو حقل فرعي لعلوم الكمبيوتر يُحاكي الآلات والبرمجيات لتقليد الوظائف الادراكية البشرية. وهذا يؤدي إلى إنتاج الآلات التي تقوم بمراقبة وتحليل و إخراج البيانات مثلما يفعل الدماغ البشري.

سيكون تركيز مقال اليوم على المائة عام الماضية. لذا، إليك تاريخ موجز عن الذكاء الاصطناعي من خلال تسليط الضوء على كيفية تطور هذا المفهوم بسرعة شديدة وفي لمح البصر.

ابتداءا من عشرينيات القرن الماضي (1920)، قام كاتب تشيكي المسمى كاريل كابيك بكتابة و إخراج مسرحية الخيال العلمي. قدمت هذه المسرحية مفهوم الروبوتات تحت إسم “ روسوم الروبوتات العالمية ‘’. تُصَورُ المسرحية أشخاصا اصطناعيين يشبهون الحيوانات المستنسخة في عصرنا الحالي. هذا أعطى للباحثين فكرة ونظرة عن الذكاء الاصطناعي والروبوتات، وبالتالي ألقوا الضوء على أهمية الذكاء الاصطناعي في المجتمع والبحث.

آلان تورينج، عالم مشهور، قدم في عام 1950 نموذجا يدعى بـ “ آلة تورينج “. هذه الآلة هي عبارة عن آلة نظرية تبني المنطق على أي خوارزمية قابلة للتنفيذ، فهي تحتل اليوم مكانة خاصة في مجال علوم الحاسوب. فإن بعد فترة وجيزة من الحرب العالمية الثانية، طرح تورينج ‘’ إختبار تورينج ‘’ الشهير و تم إنشاءه لتحديد ذكاء أي آلة. والجدير بالإشارة أنه يتم استخدام الاختبار بآلة واحدة وشخص واحد، بالإضافة إلى استعمال نفس اللغة بينهما. إذا كان الشخص الثاني ( المقابل ) لا يستطيع التفريق بين الشخص والآلة، هنا يقال أن الآلة ‘’ ذكية ‘’.

ذُكر مصطلح الذكاء الاصطناعي أول مرة في عام 1956، من خلال عقد أول ورشة مسجلة حول الذكاء الاصطناعي. حيث التقى باحثون من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا وجامعة كارنيجي ميلون وشركة ‘’ أي بي إم ‘’ معا وطرحوا أفكار متعلقة بالمفهوم. مما ساهم في طرح الحجر الأساس لمستقبل البحوث المتعلقة بهذا المفهوم. على حد قولهم، إنشاء آلات ذكية مصطنعة سيضمن أن العمل الذي يجب أن يقوم به الإنسان سوف يُختًصر بشكل ملحوظ مع مرور الوقت.

و في سنة 1960، أكد الباحثون على تطوير خوارزميات لحل المشكلات الرياضية والنظرية الهندسية. ففي أواخر الستينات من القرن الماضي، عمل علماء الحاسوب على تعلم رؤية الآلة وتطوير تعلمها في الروبوتات، إذ أن “وابوت — 1” هو أول روبوت ذكي بمواصفات بشرية تم إنشائه في اليابان سنة 1972.

في حين أن البحث في الذكاء الاصطناعي انخفض بطريقة مدهشة في السنوات اللاحقة بسبب قلة الحماس والتمويل من قبل الحكومتين الأمريكية والبريطانية. كذلك، خلال وقت مبكر في سنة 1970، كان الذكاء الاصطناعي مفهوما مُهمَلا. لذلك، منذ منتصف السبيعينات (1970) وحتى منتصف التسعينات (1990)، تعامل علماء الحاسوب مع نقص حاد في تمويل أبحاث الذكاء الاصطناعي. بينما أصبحت هذه السنوات معروفة بإسم ‘’ شتاء الذكاء الاصطناعي ‘’.

غير أن بعد بضع سنوات، تم إصدار أنظمة الخبراء. هذه الأنظمة هي البرامج المتصلة بمجال معين تستجيب وتحُل أي مشاكل تُطرح عليها. وبالتالي، فإنها تحاكي أخِصَائي في مجال ما وتحل المشكلة المطروحة وفقا لقواعد معينة و محددة. استخدم برنامج الخبراء محرك المعرفة الذي يمثل الحقائق والقواعد فيما يتعلق بموضوع معين بينما قام محرك الاستدلال بتطبيق هذه الحقائق الممثلة على حقائق جديدة.

في أواخر التسعينات (1990) أصبحت الشركات الأمريكية مهتمة مرة أخرى بالذكاء الاصطناعي. إذ كشفت الحكومة اليابانية عن خطط لتطوير جهاز الحاسوب من الجيل الخامس للنهوض بالتعلم الآلي. بالإضافة إلى اعتقاد المهتمون بالذكاء الاصطناعي أنه في القريب العاجل ستتمكن أجهزة الكمبيوتر من إجراء المحادثات، ترجمة اللغات، تفسير الصور و الإدراك مثل البشر. ففي عام 1997 تم تدوين خَسَارَة البطل العالمي في الشطرنج غاري كاسباروف من قبل حاسوب عملاق أمريكي يسمى بـ ‘’ ديب بلو ‘’ الذي صنعه فريق “ أي بي أم “.

انتهى بعض من تمويل الذكاء الاصطناعي عندما انفجرت فقاعة دوت كوم في أوائل العقد الأول من القرن العشرين. ومع ذلك، استمر التعلم الآلي في مساره، ويرجع الفضل في ذلك إلى حد كبير إلى التحسينات في أجهزة الحاسوب. فقد استخدمت الشركات والحكومات أساليب التعلم الآلي بنجاح في المجالات الضيقة.

المكاسب المتزايدة من خلال قدرة الكمبيوتر على التخزين والمعالجة مكنت الشركات من تخزين كميات هائلة من البيانات لأول مرة. في السنوات الـ 15 الماضية، استفادت أمازون وجوجل وبايدو وغيرها من مزاياها التجارية الضخمة. بخلاف معالجة بيانات المستخدم لفهم سلوك المستهلك، استمرت هذه الشركات في العمل على أنظمة رؤية الحاسوب و معالجة لغة الإنسان ومجموعة كاملة من تطبيقات الذكاء الاصطناعي الأخرى. أصبح التعلم الآلي مُضمَناً في العديد من الخدمات عبر الإنترنت التي نستخدمها. نتيجة لذلك، اليوم، يقود هذا القطاع التكنولوجي سوق الأسهم الأمريكي.

الـــمــراجــــع :

https://imarticus.org/history-of-artificial-intelligence-in-3-minutes/

https://imarticus.org/promises-artificial-intelligence-introduction/

https://qbi.uq.edu.au/brain/intelligent-machines/history-artificial-intelligence

https://searchenterpriseai.techtarget.com/definition/AI-Artificial-Intelligence

--

--

Industrial Revolution 4 Lab (IR4LAB)

IR4-Lab is a renowned technology company born from the passion of new technologies such as Blockchain, AI and IoT. Our goal is to use advanced technologies to