هل نحتاج هارفي ميلك جديد؟

Hazem Taha
5 min readMar 13, 2024

--

(في حالة اختلاط الكلام العربي بالانجليزية افتح من موبايل لا لابتوب)

في مقال قرأته على منصة جايستور JSTOR كتب بواسطة (ليز تريسي)، وُضِح أن كلما أحرز تقدما في حقوق مجتمع الميم-ع، قوبل بموجة من مشاريع القوانين المواجهة لهذا التقدم، ولكن أعذرني مستر (تريسي) أريد أن أضيف أن هذه الموجة المعارضة لمجتمع الميم-ع دائما متواجدة شئنا أم أبينا.

كيف تتشابه مصر مع امريكا عامي 77 و 78؟

في عام 1977 تم تمرير قرار في مقاطعة (ديد) في ولاية فلوريدا، ينص القرار على عدم التمييز في السكن أو العمل أو الخدمات العامة بناءً على ميول الشخص الجنسية، لتظهر المغنية (أنيتا براينت) والتي كان لها دور سياسي في ولاية فلوريدا أنذاك، وتطلق مبادرة “حافظوا على أطفالنا” والتي استهدفت إلغاء القانون الصادر، وبالفعل تم إلغاء القانون، ولكن هل انتهت موجة معارضة مجتمع الميم عند هذا الحد؟

بعد هذه المعركة السياسية بسنة أتى السياسي (جون بريجز) بمشروع قانون، ألا وهو (الاقتراح السادس) أو ما يعرف ب (مبادرة بريجز)، نص هذا القانون على على أحقية فصل المعلمين الذين يشتبه تورطهم في أنشطة أو سلوكيات مثلية على الملأ من مدارسهم وتم تعريف هذه السلوكيات على أنها:

“الدفاع، الترويج، فرض، أو التشجيع على ممارسة أنشطة مثلية سواء بشكل خاص أو على الملأ والذي هو موجه أو من الممكن أن يجذب انتباه الأطفال في المدارس”

وقد لفت انتباهي تشابه ما حدث منذ حوالي 46 عامًا إلى ما قرأته على مقال خاص بمؤسسة (كايرو52)….

المحكمة الإدارية العليا المصرية، يوليو 2023

استأنف موظف في ماسيبرو اتهمته زوجته السابقة بممارسة المثلية الجنسية ضد قرار فصله من عمله، وجاء هذا القرار بعدما قدمت الأخيرة فيديو مدته دقيقة و17 ثانية يظهر المتهم وهو عاري ويدخل زجاجة صغيرة في فتحة الشرج، وهذا هو الدليل التي قدمته النيابة الإدارية عام 2021 لتقديم طلب فصله عن وظيفته، وقد أصدرت المحكمة التأديبية قرارها في يونيو 2023 بفصل المتهم من وظيفته متغاضية عن انتهاك الزوجة خصوصية هاتف زوجها، وقد وبررت الحكم بالمادتين 57 و 58 من قانون الخدمة المدنية رقم 81 لسنة 2016 الذين يختصان بسلوكيات الشخص أثناء تأديته عمله

وفي وقائع أخرى أظهرتها مؤسسة (كايرو52)، فقد تم من خلال أحكام من المحاكم الاقتصادية المصرية التأكيد على استخدام المادة 25 لقانون الجرائم الالكترونية 178 لعام 2018 في إدانة المثلية الجنسية عن طريق الانترنت، فقد تم أدانة رجل مثلي على استخدامه تطبيق المواعدة (Grindr)، لتضاف جنب اخواتها من القوانين التي تنظم مواجهة “الفسق والفجور”

الفارق بين مصر وامريكا في ذلك الوقت هو ظهور الحركات التمردية الداعمة لحقوق مجتمع الميم-ع وعلى رأسهم من عارض حملة بريجز وبشدة، وهو السياسي المثلي البارز في ولاية كاليفورنيا .. هارفي ميلك

بواسطة الفنان/ فيلو ألكسندر

هارفي ميلك ضد براينت وبريجز

بدأ السياسي هارفي ميلك محاولة دخول الساحة السياسية بترشحه لمدة ثلاث مرات من عام 74 حتى عام 76 على مناصب سياسية في مجلس ولاية كاليفورنيا، حتى ترشح لمنصب مشرف (Supervisor) مدينة سان فرانسيسكو في عام 1977، بعدما جمع أًصوات أفراد مجتمع الميم الذين اتخذوا متجره في حي (كاسترو) مكانًا لتجمعهم السياسي، فقد كان هارفي ميلك صاحبًا لمتجر كاميرات يدعى (كاسترو كاميرا) اشتراه هو وحبيبه أنذاك (سكوت سميث).

وبعد انتشار فكرة (الاقتراح السادس)، واقتراب التصويت لها أو ضدها، عارض هارفي ميلك مدعومًا بشعبيته بين أفراد مجتمع الميم-ع باعتباره أول مثلي يتم انتخابه في كاليفورنيا الاقتراح وقد التقى ببريجز في مناظرات، ومن ضمن كلماته الساخرة التي قالها معارضًا فكرة تأثر الطلاب بمعلميهم المثليين:

“لقد ولدت مع مغايري الجنس وتعلمت عن طريق معلمين مغايرين الجنس وترعرعت في مجتمع مغاير الجنس والذي يرفض المثلية الجنسية، فلماذا أنا مثلي؟ — سأقول هذا ولا أعنى إهانة، ولكن لو كان جميع المعلمين يؤثرون على تلاميذهم لأصبحت الشوارع مليئة بالراهبات”

وفي بداية نوفمبر عام 1978 تم التصويت على الاقتراح السادس، بواقع 58.43% من الأصوات الرافضة و41.57% من الأصوات المؤيدة، وكان هذا بفضل الخلفية الجماهيرية التي أسسها هارفي ميلك والدعاية لحملته الرافضة للاقتراح، ورفض بعض من السياسيين الأخرين مثل (جورج موسكوني)، عمدة كاليفورنيا أنذاك، بعد الفوز بالحرب ضد بريجز وأنيتا براينت والعديد من الإنجازات الأخرى، قام هارفي ميلك بتشغيل شريط مسجله ليسجل كلماته التالية:

“سيتم تشغيل هذا فقط في حالة وفاتي بالاغتيال، لقد أدركت تمامًا أن الشخص الذي يمثل ما أمثله، ناشط مثلي الجنس، يصبح هدفًا أو هدفًا محتملاً لشخص غير آمن، مرعوب، خائف، منزعج جدًا، بعلمي أنه من الممكن أن يتم اغتيالي في أي لحظة وفي أي وقت أشعر أنه من المهم أن يعرف بعض الناس أفكاري، لقد دافعت عن أكثر من مجرد كوني مرشحًا، لم أعتبر نفسي مرشحًا أبدًا، لقد اعتبرت نفسي دائمًا جزءًا من حركة، وجزء من ترشيحات. أتمنى لو كان لدي الوقت لشرح كل ما فعلته، فكل شيء تقريبًا كان يتم بعيون حركة المثليين.”

وبالفعل تم اغتيال (هارفي ميلك) والعمدة (جورج موسكوني) في مكتبيهما في آخر نوفمبر عام 1978 وعوقب المتهم بقتليهما (دان وايت) ب7 سنوات فقط متهمًا بالقتل الخطأ وخرج بعد 5 سنوات لينتحر في اكتوبر 1985.

وبالعودة إلى مصر فنجد أن محاولات إظهار مجتمع الميم-ع لطالما لم تستغل بشكل كبير من قبل أفرادها، فقلة قليلة فقط تمتلك الجرأة لتعبر عن نفسها في الملأ، ظنًا أن التعبير عن النفس قد يجلب المزيد من القوانين المعارضة، أو أن التعبيرعن النفس قد يلفت انتباه الشرطة أو مباحث الآداب لتطبيقات المواعدة التي لطالما كانت فخًا تصطاد منها فرائسها، ولكن العكس يحدث، فبالرغم من هدوء حالة مجتمع الميم-ع قبل الألفينات، حدثت حادثة (كوين بوت) في 11 مايو 2001 بالقبض على 52 رجل مثلي، ونجد حادثة مثل (باب البحر) أو ما تعرف ب(حمام رمسيس) في 2015 يتم فيها التشهير بضحايا دون ثبوت مثليتهم الجنسية أًصلا، والحل لكل هذا يتمثل في كلمة قالها هارفي ميلك:

بواسطة الفنان/ فيلو ألكسندر

والاعتراف قد لا أقصد به إخبار الناس صراحة بهذا، ولكن ألا تخاف التعبير عن نفسك، أن تنشر مقالاتك وأفكارك دون الاحساس بالرعب، أن تصل بك الطمأنينة حتى وإن كنت في خطر إلى أن يعرف جميع من حولك بأنك داعم لقضية، أن تستمر في متابعة ودعم الحملات والمقالات من منظمات مثل (بداية) و(كايرو52) و (أطياف) و (أمان) وغيرهم، ألا تخاف اظهار صوتك ، فإننا بحاجة ماسة إلى (هارفي ميلك) جديد

وفي النهاية يجب “أن تتثقف وتعرف معلومات اكتر لأنك صاحب قضية” (مثلما يقول صديقي فيلو عندما تسأله عن كيفية مواجهة فكر الافروسنتريك)

المصادر المستخدمة ( بالإضافة لمصادر قد تفيدك):

  1. Tracey, L. (2022). Proposition 6 (The Briggs Initiative): annotated. JSTOR Daily. https://daily.jstor.org/proposition-6-the-briggs-initiative-annotated/
  2. Milk (2008) Movie
  3. https://cairo52.com/ar/2024/03/07/%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%AD%D9%83%D9%85%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%AF%D8%A7%D8%B1%D9%8A%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%B9%D9%84%D9%8A%D8%A7-%D8%A8%D9%85%D8%B5%D8%B1-%D9%82%D9%8A%D8%A7%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%81/
  4. https://cairo52.com/ar/2024/01/24/%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ad%d8%a7%d9%83%d9%85-%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%82%d8%aa%d8%b5%d8%a7%d8%af%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%b5%d8%b1%d9%8a%d8%a9-%d8%a7%d9%84%d9%85%d8%ab%d9%84%d9%8a%d8%a9-%d8%a7/

Designs by/ Philo Alexander II

--

--

Hazem Taha

An Egyptian writer who fears nothing other than staying quiet.