الصمت السام“ .. الكتاب الذي التزم بالحقيقة”

ايمانويل أمار .. المختصة في علم الأوبئة والباحثة في أحد المختبرات بجهة “رون الب “ الفرنسية هي مؤلفة كتاب الصمت السام

يبحث الكتاب في تفاصيل الارتفاع الملحوظ لعدد الأطفال المولودين دون يد أو ذراع بفرنسا وتحديدا بمنطقة اللان بين سنتي 2009 و 2014 و لوار اتلانتيك من2007 إلى 2008 و بريتاني من 2011 إلى 2013.

وتلاحظ الكاتبة أن هذه الظاهرة ظلت في كل مرة محصورة في منطقة محدودة، الأمر الذي أثار عدة مخاوف من طرف متساكني هذه المناطق صاحبتها مطالبة الاباء بتوضيح حول المسألة مما أحدث ضجة في صفوف الرأي العام الفرنسي والعالمي.

وكردة فعل على هذه الضجة، عملت السلطات الفرنسية على دراسة أسباب ارتفاع عدد الأطفال الذين يولدون من دون الأطراف العلوية أو جزء منها، كما كلفت هيئة الصحة العامة بفرنسا لجنة من الباحثين لتحديد الظاهرة وتحليلها إلا أن هذه الأخيرة لا تزال تشكل لغزا إلى حد الآن.

وبالرغم من أن المؤشرات الإحصائية في فرنسا كشفت أن 150 طفلا يولدون سنويا بتشوهات خلقية في أطرافهم إلا أنها أخفت في البداية حقيقة أن هذا العدد يتجاوز المعدلات الوطنية.

وقد أنكرت وكالة الصحة الفرنسية في تقرير لها أصدرته على إثر التحقيقات التي قامت بها للكشف عن ملابسات هذه الظاهرة، ارتفاع عدد الأطفال المولودين بمثل هذه التشوهات، كما أنكرت تجاوز هذا العدد للمعدلات الوطنية. و ورد في التقرير: “لا يُظهر التحليل الإحصائي وجود زيادة كبيرة في الحالات مقارنةً بالمتوسط ​​الوطني، ولم تحدد وكالة الصحة العامة في فرنسا “تعرضا مشتركا” لعامل ما لحدوث هذه التشوهات. عدم وجود سبب مشترك محتمل لا يسمح بالقيام بمزيد من التحقيقات”.

وفي نفس الاتجاه ذهب أحد النواب في البرلمان الأوروبي إلى أنه “من المحتمل جدا أن تكون هذه التشوهات نتيجة استخدام المبيدات الحشرية، فجميع الأسر التي شهدت هذه الحالات تعيش بالقرب من حقول الذرة وعباد الشمس”.

وقد استنكرت الكاتبة موقف النائب كما رفضت نتيجة التقرير معتبرة “إن استنتاجات وكالة الصحة العامة في فرنسا لا تقوم على أبحاث أخصائيين ذوي كفاءة في التشوهات”.

وانتقدت في كتابها “الصمت السام” بطء مسار التحقيقات بخصوص هذه القضية والوجه المتأرجح للسلطات الصحية التي لم تحرك ساكنا تجاه هذا المشكل بل اتخذت موقف المتفرج وظلت تصريحاتها غير واضحة. كما حاولت من خلاله نبش حقيقة انتشار ظاهرة ولادة الأطفال دون أطراف وارتفاعها عن المعدل الوطني، فكان الكتاب نقطة الضوء التي كشفت أطوار هذه الظاهرة وخفاياها وأماطت اللثام عن ما يحوم حولها مما يجعل منها فضيحة لدى الرأي العام الفرنسي والعالمي.

تنتهي صفحات الكتاب بتواصل رحلة البحث عن الحقيقة و تواصل كفاح هذه المرأة التي آمنت بهذه القضية و دافعت عنها بكل شراسة.

Rihab Mabrouki