تربية الأطفال عبارة عن سعي إبداعي، إنها فن أكثر من كونها علم — برونو بتلهايم
هل لديك طفل في المنزل وتبحث عن طرق أخرى بعيدة عن التعلم التقليدي المنتشر، لزيادة موسوعته المعرفية واللغوية على حد سواء وتنمية قدراته؟ ما زلت تذكر طفولتك البريئة وكيف أنك واجهت صعوبة لا تحسد عليها في عد الأرقام من الواحد إلى العشرة عندما قمت بذلك لأول مرة، وغيرها من المواقف التي أصبحت لطيفة ومضحكة وأنت تسترجع شريط الذكريات الآن بينما كنت تراها في طفولتك تحديات عليك أن تتجاوزها وبعضها الآخر كانت بمثابة كوابيس مرعبة!
حسناً، سنقدم لك في هذا المقال وسنستعرض بعض التطبيقات التي تستخدم تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بتطبيقاتها المختلفة وموجهة لطفلك، لتساعده على تجاوز بعض هذه الصعاب بطريقة شيقة وممتعة، ولكن قبل ذلك لنتكلم عن مهارات التعلم والإبداع عند الأطفال.
ًحب الاستكشاف عند الأطفال مصطلح تعرفه جيدا
معظمنا في الصغر كان لديه حب استكشاف ومعرفة المجهول، وهو شيء قمنا بتطويره شيئاً فشيئاً مع تقدمنا في سن الطفولة. يطلق علمياً على ما قمنا به (تنمية الوعي المكاني)، وإن لم نكن بالطبع على علم بهذا المصطلح أو ندرك دلالاته.
لتوضيح المفهوم ببساطة لنتكلم عن مثال نعرفه جيداً، عندما يرى طفلك باب إحدى الغرف في المنزل مغلقة، تتولد عنده رغبة بدخول الغرفة وإن لم يكن بها شيء يريده، فقط من باب حب الاستكشاف، فيبدأ الطفل بتعلم كيفية فتح باب الغرفة، يتوجه إلى الباب ومن ثم يحدد هدفه، موقع مقبض الباب (أٌكْرة، إيد، مسكة، عروة. بلهجاتها المختلفة)، يجرب أن يرفع أقدامه لتصل يده إليه حتى ينجح، يحاول أن يرفع المقبض لأعلى فلا تنجح المحاولة، يجرب في المرة التالية أن يضغط عليه لأسفل وتتكرر المحاولات في نفس اليوم — إن كان الطفل مثابراً- أو على فترات وفي نهاية المطاف ينجح بالدخول إلى الغرفة. تختزن هذه المهارة في ذاكرته وفي محاولاته القادمة سيستغرق معه الأمر وقتاً أقل، فهو الآن قد عرف إلى أي درجة يرتفع مقبض الباب وأين يقع؛ سيرفع أقدامه بشكل تلقائي إلى درجة معينة ويضغط عليها لأسفل بقوة تمكنه من فتح الباب. تجربة بسيطة كلنا مررنا بها، واستطاع من خلالها طلفك أن يطور عنده ثلاثة معارف في علم تنمية الوعي المكاني وهي الاتجاهات، المسافات، الموقع للأشياء.
وإن كان سروره لن يدوم طويلاً، سرعان ما يتم إحكام إغلاق الغرفة بالمفتاح، وسيحتاج طفلك إلى تطوير مهارته المكتسبة حديثاً. وهذا تحدي آخر ما زلت تذكر كيف قمت بتجاوزه.
دراسية علمية: أفادت دراسة أجريت في بريطانيا ، حيث تم اختبار 1600 طفل تتراوح أعمارهم بين 3–5 سنوات ، وتبين أن 98% منهم يفكر بطريقة إبداعية ، وعندما أجري الاختبار مرة أخرى عليهم في عمر 8–10 سنوات ، فقط 32% منهم استطاعوا التفكير بطريقة إبداعية ، وفي سن 13–15 سنة انخفضت النسبة إلى 10%. وعندما أجري اختبار على 200,000 ألف شخص في سن 25 ، تبين أن 2% فقط منهم يفكر بطريقة إبداعية. مصدر الدراسة هنا. النتائج مخيفة ، وساقت الدراسة السبب الأول وراء ذلك هي طريقة التعليم المتعبة في البلاد ! فكيف سيكون حال دول كثيرة أخرى لديها مصادر محدودة للتعلم ويعتبر مستوى تعليمها أقل من بريطانيا.
(شاركونا بآرائكم عن مستوى التفكير الإبداعي في مراحل الطفولة المتقدمة والمتأخرة في بيئتكم)
إلى هذه اللحظة لم يقدم المقال شيئاً جديداً، وما تم ذكره أشبه بمراجعة علمية ليس لها شأن في التقانة واستخدام التكنولوجيا الحديثة. كان الهدف من ذكرها، التأكيد أن البيئة المحيطة والطبيعة هي مكان يستطيع أن يتعلم طفلك من خلالها.
حسناً، هل فكرت يوماً أن كاميرا هاتفك الذكي أو جهازك اللوحي الذي أصبحت لا يخلو منها منزل هي أداة لتقديم تجربة جديدة لطفلك لتنمية قدراته اللغوية، وزيادة موسوعته المعرفية، ناهيك عن كونها وسيلة جميلة للترفيه إذا أخذنا بالحسبان حب الاستكشاف لدى الأطفال الذي لا مثيل له. بالطبع بعض مطوري التطبيقات فكروا بذلك.
إليك بعض التطبيقات التي تم بنائها خصيصاً لطفلك باستخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي بتطبيقاتها المختلفة:
تطبيق Happy Snap
تطبيق تعليمي وترفيهي موجه للأطفال، حيث أن طفلك هو المستخدم الرئيسي لهذا التطبيق. تقوم فكرة التطبيق على استخدام تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتقديم تجربة تعليمية شيقة في إطار لعبة تصوير كالتالي:
عندما يقوم طفلك بفتح التطبيق يطلب منه أن يحدد فيما إن كان هو متواجد حالياً داخل المنزل أو خارجه. عند اختيار داخل المنزل على سبيل المثال سيدخل ضمن لعبة حيث يتم توجيهه صوتياً خطوة بخطوة، سيطلب منه أن يجعل سناب (وهو الكاميرا بالصورة) والذي يشعر بالحزن الشديد سعيداً بأن يبحث عن خمسة أشياء يريد سناب أن يراها ويلتقط صورة لها.
على سبيل المثال سيطلب من طفلك أن يبحث عن تلفاز، لعبة، زهرة، شيء ملون أو لون خاص، وبعد أن يقوم طفلك بتصويره، سيقوم الذكاء الاصطناعي الخاص بالتطبيق بتحليل الصورة وإخبار طفلك إن كان قد أصاب أو أخطأ. في كل مرة يجيب طفلك بشكل صحيح، سيحصل على نجمة، وبعد انتهاء الخمسة أهداف سيحصل على تقييمه النهائي من خمسة نجوم، كلما حصل على نجوم أكثر كلما جعل سناب أكثر سعادة ويشجع التطبيق طفلك حيث إنه مهما كانت النتيجة التي حصل طفلك عليها سيكون سناب ممتناً لجهوده.
التطبيق متوفر حاليا باللغة الإنجليزية، وسعره يعادل 2 دولار أمريكي ، ويعمل في حال عدم اتصالك بالإنترنت لتحليل الصورة ولكنه يأتي بنتائج مرعبة!
في ختام مراجعة هذا التطبيق أذكر أنه ما زال في أول الطريق.
لتنزيل التطبيق: متجر جوجل، متجر أبل
تطبيق Quiver — 3D Coloring App
إحدى التطبيقات الجميلة جداً التي تشجع الأطفال على التلوين، ويوفر لهم بيئة شيقة لذلك. التطبيق يحتوي على رسومات مثل: شخصيات رسوم متحركة، ألعاب، وغيرها يوفر لك تنزيلها من خلال الموقع الرسمي التابع له ( وليس من خلال التطبيق كما هو متوقع!)، وبعد ذلك، ما على طفلك سوى تلوين الرسمة واستخدام كاميرا هاتفك( من خلال التطبيق نفسه )وسيقوم التطبيق باستخدام الذكاء الاصطناعي بالتعرف على الرسمة وبسحر آخر سيقوم بتحويلها إلى رسومات حية بنفس الألوان التي قام استخدمها طفلك، باستخدام تقنية الواقع الافتراضي! مع إمكانية رؤيتها من أي زاوية والتقاط صورة سيلفي معها أو فيديو لها،أو حتى تجربة اللعب بالشخصية التي لونتها!
التطبيق مجاني مع خاصية الشراء لبعض الرسومات ، وعند اختيار إحدى الرسومات في التطبيق ستحتاج إلى تنزيل تحديث صغير الحجم(في بعض الأحيان لا يتعرف التطبيق على الرسمة حتى بعد تنزيل التحديث).
توجد نسخة صدرت مؤخراًَ من التطبيق وحملت اسم (Spectacular) أعتقد أنها حلت مشاكل تقنية كانت في النسخة السابقة. وتوجد تطبيقات أخرى تحمل النفس الفكرة مقدمة من نفس الشركة يمكنك الاطلاع عليها.
في ختام مراجعة هذا التطبيق، كأب أنصحك بتجربة التطبيق فهو سيعجب طفلك بالتأكيد.
لتنزيل التطبيق: متجر جوجل ، متجر أبل
تطبيق NameO
هذا التطبيق عزيز على قلبي كشخص ناطق باللغة العربية ، فهو يقدم تجربة تعتبر الأولى من نوعها للمستخدم العربي.
تطبيق NameO(أو اسمو باللغة العربية) يستهدف فئة الأطفال بشكل خاص، وهو عبارة عن تطبيق يترجم الصورة إلى كلمات ، حيث يستخدم طفلك كاميرا هاتفك الذكي لالتقاط صورة ( أو استخدام صورة من الاستديو ) لأي شيء من حوله وبعدها يستطيع التطبيق التعرف على آلاف العناصر ، سواءً كانت منتجات ، معالم ، حيوانات ، نباتات ، وسائل المواصلات وغيرها الكثير ويعرف لك محتوى الصورة بكلمات، أي يترجم محتوى الصورة إلى كلمات، تساعد طفلك على تنمية وعيه المكاني لبيئته المحيطة باستكشاف كلمات جديدة تعرِّف الأشياء من حوله. ليس هذا فقط ، يستطيع طفلك أيضاً أن يستخدم التطبيق كباني للمفردات الأجنبية ، حيث يمكنه التطبيق من إظهار العناصر التي قام بترجمتها من الصورة باللغتين العربية والإنجليزية مع إمكانية سماع النطق لها أو تهجئتها ومزايا أخرى. مما يؤدي بالطبع إلى إثراء موسوعة الطفل اللغوية وزيادة شغفه لتعلم الكلمات الجديدة واستكشاف المجهول والبيئة بطريقة ممتعة.
تخيل معي أنك اصطحبت طفلك إلى حديقة الحيوان في نزهة (وكلنا نعرف شغف الأطفال للأسئلة عندما يرون أشياء جديدة عن عالمهم الخاص)، وشاهد طفلك القرود في القفص لأول مرة مشاهدة حية وواقعية، وكان التطبيق بحوزتك، ما على طفلك سوى أن يوجه كاميرا الهاتف إلى القفص، وسيقوم التطبيق بتعريفه على ما رآه بكلمات مثل (قرد، حيوان فقاري، حيوان استوائي، غصن شجرة، موز) مع القدرة على سماع كل كلمة باللغتين العربية والإنجليزية وتهجئتها. ويستمر طفلك بفعل ذلك مع باقي الأشياء الجديدة التي يطلع عليها أثناء رحلته في حديقة الحيوان. لا أستطيع أن أصف مشاعر طفلك في هذه الأثناء!
التطبيق يستهدف فئتين رئيسيتين: 1- المهتمين بتعلم اللغة العربية ويعيشون في بلاد ناطقة باللغة الإنجليزية كالولايات المتحدة وكندا ، سيكون التطبيق بحوزتهم كأداة لتحويل الصور إلى كلمات عربية مع مزاياه الأخرى . 2- المهتمين بتعلم اللغة الإنجليزية ويعيشون في بلاد ناطقة باللغة العربية حيث سيكون التطبيق بحوزتهم كأداة لتحويل الصور إلى كلمات إنجليزية مع مزاياه الأخرى.
مزيد من التفاصيل عن التطبيق من هنا.
في ختام مراجعة هذا التطبيق، لم لا نجعل الطفل يتعرف بنفسه على المستجدات عن عالمه الخاص!
أتمنى أن تكونوا قضيتم أوقاتاً ممتعة أثناء قراءة المقال. ما رأيكم بالطرق التي ذكرت كوسائل جديدة لتنمية معارف الطفل وقدراته ومواهبه على حد سواء؟
وهل ستصبح أحد مستخدميها؟ شاركنا بتطبيقات أخرى تستخدمها موجهه للأطفال وترتكز على استخدام الكاميرا أو تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي!
