صعوبات التعلم بين نموذج المحكات و نموذج الاستجابة للتدخل

Rashed Alqahtani
3 min readJul 10, 2019

--

صعوبات التعلم من الإعاقات عالية الحدوث حيث تشير الإحصاءات المنشورة في كثير من الدول ان الأفراد ذوي صعوبات التعلم يمثلون النسبة الأكبر ممن يتلقى خدمات التربية الخاصة.

على الرغم من ذلك تعتبر صعوبات التعلم من اكثر مجالات التربية الخاصة عرضة لسوء الفهم و كثرة المتطفلين من غير المختصين لا لشيء الا لأن أعراضها لا تبرز الا في المواقف التعليمية و تتميز بمشابهتها لأعراض الإهمال الدراسي.

عند التشخيص يستخدم محكان هما التباين والإستبعاد لتحديد و جود صعوبة تعلم من عدمها (التباين يعني تباين بين الأداء الدراسي الفعلي و الأداء المفترض بناء على الأداء العقلي المقاس بإختبارات الذكاء؛ الإستبعاد يعني استبعاد العوامل الحسية و البيئية و غيرها من ان تكون مسببة للصعوبة).

تعرض هذان المحكان الى انتقادات كثيره لعل ابرزها هو اعتمادهما مبدأ انتظار الطالب حتى يفشل اكاديمياً ليتم تشخيصه، لذلك قادت هذه الانتقادات الى بروز مفهوم جديد. يسمى بنموذج الاستجابة للتدخل.

هذا النموذج مبني من مستويات عديدة للتدخل تبداء بمستوى التدخل العام و تنتهي بمستوى التدخل الفردي. الفكرة الرئيسية لهذا النموذج أن يتم تهيئة فرص التعلم المناسبة للجميع منذ البداية بإفتراض ان الكل سيستفيد.

المستوى الاول من التدخل يشمل جميع الطلاب عاديين و غير عاديين. المستوى الثاني يشمل الفئة التي لم تستفد من المستوى الأول و يوفر لهم تدخل تدريسي يتميز بالتركيز و استخدام مجموعات التعلم المصغرة مع توثيق كامل لأدائهم مما يسهل من أتخاذ القرار المناسب. بعض الطلاب يرسل الى المستوى الثالث و الذي يتبنى التدخل الفردي

لعل ابرز ما يميز نموذج الاستجابة انه يعالج جوانب القصور التي ترتبط باستخدام نموذج المحكات من ناحيتين: أن نموذج المحكات يتطلب الانتظار لفترة عدة سنوات حتى يكون تطبيقه "دقيقاً". أيضاً ان الطفل يصل الى فريق التشخيص بدون معلومات كافية عن كل ماتم معه من تدخلات علاجية سابقة

نموذج الاستجابة يبادر بتوفير التدخل العلاجي من مرحلة مبكرة جداً. ايضاً عندما تفشل استجابة الطالب لكل محاولات التدخل و يتم إرساله للمستوى الثالث (بما يعنيه من تدخل فردي و تشخيص دقيق للإستحقاق للخدمات التربية الخاصة) فإنه يصل و معه معلومات تشمل إحصاءات دقيقة لمدى استجابته لكل تدخل قدم في المستويات السابقة.

على الرغم من ان نموذج الاستجابة للتدخل يعد بالكثير الا ان تطبيقه يتطلب الكثير من الوقت و الجهد. هناك عوامل كثيره سيتوجب مراعاتها مثل تدريب المعلمين، بناء ثقافة العمل الجماعي، توفير أدوات التقويم المستمر "المناسبة"، تزويد المعلمين بمصادر تعلم كافية للإستزادة حول النموذج و معرفة الممارسات القائمة ع البراهين

في البيئة السعودية، أرى انه من الصعب تطبيق هذا النموذج و ذلك لإعتبارات كثيرة لعل ابرزها ما يلي:

تطبيق النموذج يحتاج الى تكوين فرق تتبع أساليب العمل الجماعي و تبادل الادوار. مثلاً المعلمون يقومون بدور متبادل في تقييم اداء كل منهم و اقتراح آليات للتطوير.

المعلمون يكونون فرق ذات ادوار مختلفة تؤدي ادوار رافدة لنجاح تطبيق نموذج الاستجابة. مثلاً فريق يقوم بالإشراف ع توفير احتياجات التدريس وسائل التعلم و نحوها، فريق اخر يقوم بالتحليل الإحصائي لنتائج الإختبارات التقويمية و التقيمية و تزويد الزملاء بالنتائج، فريق اخر يتابع مدى جودة التطبيق لممارسات نموذج الاستجابة، و غيرها

عقبة اخرى و هي عدم توفر الوصول لمصادر المعلومات حول الممارسات المبنية على البراهين و التي يمكن للمعلمين استخدامها عند التدريس. حتى تلك المتاحة باللغة الإنجليزية تحتاج الى ترجمة على الرغم من انها ستبقى دون المأمول من ناحية اختلاف طبيعة عينات تلك الدراسات عن البيئة السعودية

أخيراً نموذج الاستجابة للتدخل يقوم ع ركيزتين أساسيتين هما توفير معلمين ذوي كفاءة عالية و استخدام ممارسات تدريسية قائمة على البراهين. وجود كلا الركيزتين أساسي في نجاح النموذج. ماعدا ذلك فهو مضيعة للوقت و الجهد.

--

--