اما عن معاركي الذاتية، لم تكن سهلة أبدًا… معارك كارثية.

Malak El-Siblani
Environmentalism
Published in
2 min readFeb 2, 2023

كانت طبول الحرب تقرع بغتة. يبدأ الهجوم دفعة واحدة من دون سابق إنذار.

اما انا… كنت دائماً محاربة شجاعة، مندفعة، و شرسة. كافحت وثابرت وانتصرت. خضت جميع المعارك بـ مفردي. كنت اداوي جراحي بيدي المبتورة و أمشي واثقة الخطى على رجلي المكسورة دون اعوجاج.

Photo by Becca Tapert on Unsplash

اما اثار الضربات، كانت تختفي بسرعة، كل الدباغات و التصبغات الظاهرة على جلدي لم تكن ندبات يوما ، بل كانت وشماً. فـ بعد كل معركة، كنت ابتلع الجراح كلها حتى تمكنت من تحويل جسدي الى ايقونة فنية.

تقول أمي انني كالقطط مجنونة و أملك سبعة أرواح، كانت دائمًا تسعى للحصول على سبيل لمعرفة السر الذي يجعلني أبدو بهذه القوة رغم هشاشة عظامي. كيف انني ما زلت أتجاهل وأتحدى واقاتل كي لا أهتز بعين نفسي.

كنت اسقط و أنهض وحدي ثم اسند نفسي بنفسي.

غالبًا كنت في حالة ترقب وحذر شديد، ربما يكون السبب الرئيسي وراء ذلك، لأنني اعتدت بعد كل معركة ان ابتر شيئًا من قلبي كـ فدية.

بذلت قصارى جهدي حتى لا اسقط من عيني.

اما عن آخر معركة خضتها، كانت غريبة نوعًا ما. تجاوزت فيها جميع المستويات القاهرة، كسرت كل الحواجز و القيود المفروضة، تماديت بها كثيرا. كانت حربا ضروسًا، بين قاتلًا او مقتولًا، لم يكن لدي اي حيلة للهروب ولم أجد اي مبرر لذلك لان ليس هناك اي فرصة للتراجع. كانت كل خطوة نحو تحقيق السلام الذاتي بمثابة الف ميل للخلف.

لم أستسلم رغم شعوري بالاهتزاز لأول مرة في تاريخ المعارك.

كانت الضربة القاضية، كنت أدرك تماما ان الفداء سيكون قيمًا هذه المرة، لذا حاربت بصدر رحب، لأنني كنت على ثقة ان هناك جدارًا فولاذي خلفي. خذلانًا ما بعده خذلان.

فبعد اندلاع المواجهات، هبت عاصفة قوية، غمر المطر الميدان، قوة الفيضانات التي اجتاحت المنطقة كانت تجذبني للقاع ثم تدفعني للخلف، حاولت التشبث بالجدار تفتت في يدي. بدا كانه اسفنجة عائمة على وجه الماء.

نعم، لأول مرة في تاريخ البطولات التي نلتها، انا ممتنة جدا لنفسي لأنها جازفت و تحملت و صمدت. والأهم انها تمكنت من الهروب و النجاة في اخر لحظاتها قبل الغرق.

Photo by Darius Bashar on Unsplash

--

--