لمحة سريعة حول كتاب “اعترافات جديدة لقاتل اقتصادي مأجور”
The New Confessions of an Economic Hit Man
الكتاب أقرب ما يكون إلى الخيال وإلى سيناريوهات أفلام هوليود. يحكي كيف يقوم القتلة الاقتصاديون المأجورون باغتيال الدول الناشئة اقتصاديًا حتى تبقى تبيعة لنظام اقتصادي يخدم مصالح مجموعة ضيّقة من الشّركات والأفراد بشكل عام والحكومة الأمريكية بشكل خاص.
الكاتب الذي كان يلعب بنفسه دور القاتل الاقتصادي المأجور لسنوات طويلة، يحكي خبرته وتجربته مع دول عديدة، من الإيكوادور وهوندوراس وبنما، إلى السعودية وإيران. كيف أنه استعمل سلاح الترغيب تارة والترهيب تارة لدفع دول وحكومات للموافقة على قبول ديون البنك الدولي، ديون لن تتمكّن تلك الحكومات من سدادها، ديون مبنية على دراسات نمو اقتصادي وهمي مُضخّم، ديون تصبّ مباشر من حسابات البنك الدولي إلى حسابات الشركات الأمريكية التي ستقوم بتنفيذ المشاريع الاقتصادية التي تستدين تلك الدّول لتنفيذها، ديون تتسبب في رهن ثروات البلدان التي تطلبها لتصبح رهينة لشرذمة قليلون، تخدم مصالحها وتجعلها تحت الرحمة الأمريكية.
الكتاب سيتعرض أيضًا كيف أنه ولما لا يُجدي سلاح الترغيب والترهيب فائدة مع بعض القادة خاصة في أمريكا اللاتينية، كيف أن وكالة المخابرات الأمريكية تتدخل للتخلص منهم، عبر عمليات تبدو وكأنها مُجرّد حوادث عارضة (مثل إسقاط طائرة الرئيس البنمي عمر توريخوس).
الكتاب أيضًا يعالج ما أطلق عليه عملية تبيض الأموال السعودية، كيف استطاعت الشركات الأمريكية أن تحجز لنفسها مكانة في الاقتصاد السعودي، هذه المرة ليس عبر الترهيب (لأن السعودية لم تكن في حاجة إلى تمويل البنك الدولي) لكن باستعمال طرق أخرى كاستغلال نقاط ضعف بعض أفراد العائلة الحاكمة، وخصّ بالذّكر أميرًا (لم يذكره بالاسم) استغل نقطة ضعفه المُتعلقة بالرقيق الأبيض ليقضي مآربه.
لم يسبق أن شعرت بهذا الإحباط والعجز بعد قراءة كتاب مثلما حدث معي مع هذا الكتاب. بعد الفراغ من هذا الكتاب ستشعر بحالة “ضياع” تام، رغم أن الكاتب أرفق فصلًا في آخر الكتاب حول ما يُمكن القيام به حيال الأمر، لكن بدا لي وكأنه مجرد ذكر لنقاط مُختزلة لا يُمكن اعتبارها حلولًا حقيقية.