لمحة سريعة حول كتاب “فقاعة الترشيح”

Youghourta Benali
Arabic Posts
Published in
3 min readOct 6, 2017

The Filter Bubble

كتاب مُخيف. يتناول فكرة أننا على الإنترنت نعيش في فقاعات ، كل في فقاعته الخاصة، يترشح (يتفلتر؟) إلى داخلها محتويات غُربِلت لتتناسب مع أفكارنا ومُعتقداتنا فقط، حتى ليصبح الواحد يعتقد بأن رأيه هو الرأي السائد لأنه الرأي الوحيد الذي يُمكن أن يراه أينما ذهب على الإنترنت بشكل عام وعلى الشبكات الاجتماعية ومنصات الإنترنت بشكل خاص.

لما نبحث على محرك البحث جوجل على كلمة مُعيّنة فإن نتائج البحث قد تختلف بشكل كبير. فإن كنت مثلًا مهتمًا بالقضايا البيئية وبحثت عن اسم شركة بترولية مثلًا فمن الوارد جدًا بأنّك ستحصل على نتائج تخصّ المشاكل البيئية التي سببتها تلك الشركة. أما إن كنت تعمل لدى تلك الشركة فمن المُرجّح أن تكون نتائج البحث أكثر إيجابية.

نفس الأمر على الشّبكات الاجتماعية وخاصّة فيس بوك، فإن كنت تملك توجّها مُعيّنا (دينيًا كان أو سياسيًا أو غيره) فإنك بطبيعة الحال ستتفاعل أكثر مع المنشورات ذات نفس التّوجّه (أو على الأقل ستتعامل بشكل أقل مع المُحتويات التي تتعارض معها) ومع مرور الوقت سيفهم فيس بوك ذلك ولن يُظهر لك سوى المنشورات التي تتوافق مع قناعاتك. مع مرور الوقت ستعتقد بأنه لا وجود لرأي آخر إلّا الرّأي الذي تعتقد بصحّته.

لتحصل على نتائج تتوافق بشكل كبير مع ما تبحث عنه ومع من تكون فإن هذه الشركات (محركات البحث، الشبكات الاجتماعية، منصّات التجارة الإلكترونية وغيرها) تجمع الكثير من المعلومات عنك، عن الصفحات التي تتصفّحها، عن اهتماماتك. لا يقتصر البحث عن البيانات التي تترك أثرها لما تتصفّح تلك المواقع، بل تقوم هذه المنصات بشراء بيانات أخرى قد لا تخطر على بالك أبدًا. فهناك شركات كثيرة تقوم على فكرة تجميع بيانات المُستخدمين (العنوان، المشتريات المُرتبطة ببطاقة الائتمان الخاصة بك، وظيفتك، اهتماماتك….) ثم تبيعها لمن يدفع أكثر.

من بين الأفكار المُفيدة في الكتاب، هو أن التّعرّض لأفكار مُخالفة هو أمر صحّي ولا يُمكن بناء مُجتمعات صحّيّة من دون ذلك. مُشكلة الفقاعات هذه هي أنها تجعلنا نعيش في بيئة مُتجانسة ومتوافقة بشكل كبير مع من نكون دون تعريضها لأفكار جديدة أو تيارات مُخالفة لتياراتنا. تمامًا مثل حال الطفل الذي حرص والداه على تربيته في بيئة نظيفة إلى حد الهوس، ومع أول خرجة للطفل إلى العالم الخارجي، سيتعرض نظامه المناعي إلى صدمة قويّة.

الإشكال الكبير الذي تخلقه هذه الفقاعات هو سهولة التأثير وتوجيه الرأي العام حيث يُمكن تحليل بيانات المُستخدم من مصادر مُختلفة لمعرفة أفضل طريقة مُناسبة للتأثير عليه. حتى ولو كان هذا التأثير سلبيًا. فعلى سبيل المثال إن كنا نعلم بأن النساء في مرحلة الخصوبة أو الحمل مثلًا يكن أكثر تقبلًا لبعض الأفكار أو المُنتجات، فإنه يُمكن استهدافهن بسهولة في تلك الفترة بالتحديد. تتساءل كيف يُمكن معرفة متى تكون المرأة حاملًا؟ الأمر أبسط مما تتصوّره، فما تشتريه المرأة من المتاجر خلال تلك الفترة أو الفترة التي تسبقها يحمل دلائل يُمكن تحليلها وتتبّعها بسهولة (نفس الأمر مع ما تبحث عنه على جوجل، أو الصّفحات التي تتُابعها على فيس بوك أو المنشورات التي تتفاعل معها أو تنشرها هناك). وإن كانت تلك المُشتريات تتم ببطاقة ائتمانية وكان المحل يعرف بشكل تقريبي عنوانها فإن استهدافها أصبح أسهل وأدق.

خطورة ذلك تكمن في أن اكتشاف هذا الاستهداف الدقيق أصبح صعبًا. يعني لن تعرف أصلا بأنّك مُستهدف لتقي نفسك من هذا الاستهداف. فعلى سبيل المثال يُمكن معرفة جميع الإعلانات على التلفزيون أو على الجرائد وأن نكتشف الإعلانات المُضلّلة ونحاول إيقافها (أو على الأقل نعرف نوعية الإعلانات والمُحتويات التي يتعرض لها غيرنا). لكن كيف يُمكن اكتشاف هذه الإعلانات إن كانت تستهدف جمهورًا بعينه دون غيره.

الكتاب للأسف لا يقدّم حلولًا حقيقية لهذه المشاكل. رغم أنه اقترح بعض الحلول لكن ليست على المُستوى الفردي.

قد تجد بعض الحلول في كتاب “فن التّخفي” ستجد مُراجعتي له هنا:

للحصول على الكتاب من متجر أمازون:

http://amzn.to/2xnS28z

--

--