عشرُ ممارسات على الويب عموما وعلى الشبكات الاجتماعية خصوصا تسيء إلى الإسلام وتحط من قدر المُسلمين

Youghourta Benali
Arabic Posts
Published in
6 min readJan 11, 2014

--

ما الذي سيحدث لما يُطلَب من كاتب تقني كتابة مقال ذي توجه ديني ؟ اقرأ بقية المقال لتعرف ذلك

(تجدر الإشارة إلى أنه سبق وأن شاركت بهذا المقال على مُدونة 27 ليلة بعد دعوة صاحبها، لكن بسبب أن تلك المُدونة قد توقفت فرأيت أن أعيد نشره هنا بعد إدخال بعض التصحيحات والتعديلات الطفيفة عليه).

هل سبق أن أزعجك بريد إلكتروني، أشبه بالسبام، لكنك قرأته، وأحجمت عن حذفه لأنه يحمل طابعا دينيا؟

كم مرة أعدت مشاركة رسالة على فيس بوك أو تغريدة تويتر لأن صاحبها وعدك بالأجر والمثوبة؟ تود معرفة حقيقة هذه الرسائل؟ تابع معنا.

هل تعتقد أنّ كل هذه الرسائل مفيدة للإسلام؟

هل تعتقد أنها قد تسيء إليه؟

هل ترى أنك لست ملزما بنشرها والاطّلاع عليها؟

نحن المسلمون نحب ديننا ونسعى لنشره والدفاع عنه وعمل أي شيء من أجل تحقيق ذلك، وقد استغلّ بعضهم هذا الأمر للإساءة إلينا وإلى الإسلام. سنتحدّث عن عشرة من هذه الطرق:

1. ”وصلت هذه الرسالة لشخص ولم يعد نشرها فحدث له مكروه“:

قبل الإنترنت، كانت تصلنا رسائل تتحدّث عن إمام اسمه أحمد من الحرم، شاهد رؤيا تتحدث عن حال المسلمين، وضرورة تمسكّهم بدينهم، كل هذا جيد حتى الآن، لكن آخر الرسالة يطلب منك أن تعيد نشرها، لا بأس في ذلك، لكن طريقة الطلب تجعلك تشعر أنك في خطر إذا لم ترسلها إلى عدد معين وخلال فترة معيّنة، وإذا فعلت فأبشر بالرزق والنجاح والعافية، وإلا فستموت أو يموت أحد أحبّائك.

الأمر سخيف... أليس كذلك؟ لم تقتنع بعد؟ ماذا لو كان نص الرسالة التي وصلتك الشكل التالي (اقرأ، تمعن واضحك):

ذكر أحد الأطفال بأنه رأى في منامه طيفا أبيض وبلغه الرسالة التالية:

ردد 3 مرات "افتح يا سمسم أبوابك نحن الأطفال"

أرسل هذه الرسالة إلى عشرة أشخاص وسترى بطوط في منامك وإذا قرأتها أكثر سترى ميسون وسيأتيك تويتي يحمل أخبارا سعيدة"

تنبيه هام.....أُرسلت هذه الرسالة إلى شخص وأهملها فانقطعت عنه قناة SpaceToon .. وشخص آخر عمل بها فرزق بشريط grendizer.. وأرسلت إلى شخص واستهزأ بها فتحول إلى زعبور.

والآن، هل أدركت مدى سخف هذه الرسائل؟

2. اجعل صفحة النبي الصفحة رقم واحد على فيس بوك:

أنا أريد ذلك فعلا، فلا أحد أحسن من النبي الكريم، وأنت كذلك، لكن، هل ينطبق هذا على الصفحة، من صاحبها، ما هدفه من إنشائها، على من سيعود النفع من عدد المعجبين، هل الهدف هو تجميع أكبر عدد من المعجبين؟ ثمّ ماذا؟ ماذا سيفعلون بهذا العدد الهائل؟ هل لتسهيل الترويج لصفحات أو منتجات معينة.

3. أبلغوا عن هذه الصفحة المسيئة:

صفحة مسيئة للإسلام، للرسول، لله، صفحة تسبنا تشتمنا، صفحات تهين الصحابة، هل تريد إغلاقها، هل تريد التبليغ عنها حتى لا يتكرر الأمر، ماذا تفعل؟ تراسل أكبر قدر من أصدقائك ومعارفك، وكل من في دفترك للعناوين، تساهم في أكبر الحملات لإغلاق هذه الصفحة في المنتديات والمواقع...

فكّر... ألن يزيد هذا من شعبيتها، ألا يزيد هذا من عدد زوراها، هل تعلم أنّ انتشار روابط موقع ما على النت، يُحسّن ترتيبها في محركات البحث.

4. انشرها ولك الأجر

عادة ما تصلني عبر البريد الإلكتروني أو عبر الشبكات الاجتماعية رسائل (ذات طابع ديني) يطلب مني أصحابها إعادة نشرها ويختمها أصحابها بقولهم: "انشرها ولك الأجر". بعض الرسائل تستحق فعلا أن تعيد نشرها، لكن أغلبها فيها أمور غير موّثقة، إما أدعيةٌ لم تَرِدْ عن الرسول صلى الله عليه وسلم، أحاديث ضعيفة، أو قصص صالحين يُذْكَرون بأسمائهم فقط، من دون أي كنيات تحددهم، ولا حقب زمنية تساعد على البحث عنهم.

كيف تتعامل مع مثل هذه الرسائل؟ إن كنت متأكدا من صحة محتواها قم بإعادة نشرها إن أردت، لكن من دون أن تنشر معها قائمةً بكل عناوين البريد الإلكتروني التي ترفق عادة مع هذه الرسائل.

هناك بعض الشباب الذين أوجدوا طريقة للتحذير من هذه الرسائل بشكل هزلي، حيث قاموا بنشر صور من هذا القبيل:

5. احذف نجمة داوود من جهازك

رسالة أخرى تستغل سذاجة مستقبليها، حيث تؤكد لهم وجوب حذف نجمة داوود الموجودة في أجهزتهم، وتشرح لهم طريقة القيام بذلك. النجمة فعلا موجودة على الجهاز، تماما مثلما هي موجودة في العمران الإسلامي والفسيفساء الإسلامية. الضرر مع هذا النوع من الرسائل يتمثل في الصورة السلبية التي يعطيها المسلمون لغيرهم لما يساهمون في مثل هذه التفاهات.

كلما قرأت هذه التحذيرات تذكرت بيتا للمتنبي يقول فيه:

أغاية الدين أن تحفوا شواربكـم*** يا أمة ضحكت من جهلها الأمـم

6. إن لم تفعلها فاعلم أن ذنوبك هي التي منعتك

نوع آخر من الرسائل التي يود أصحابها أن تعيد نشرها مهما كان الثمن، وهذه المرة لا يرغب أصحابها بالثواب، وإنما يلعبون على وتر الترهيب.

أحد أصدقائي اهتدى إلى فكرة لتبيين سخافة هذه الفكرة ونشر رسالة على فيس بوك يقول فيها

اشحن لي رصيد هاتفي، وإن لم تفعل فاعلم أن ذنوبك هي التي منعتك.

7. أستحلفك بالله أن تقوم بنشرها

ومع "نكهة" أخرى من الرسائل التي تلعب هذه المرة على وتر "الاستحلاف"، والتي تنشر بطريقة توحي بأن على المُستحلَف القيام بما استُحلِف عليه. أنصحك بأن تحذفها (ولك الأجر :) ).

8. مقالات الإعجاز العلمي في القرآن والسنة التي لا أصل لها

علماء أمريكيون يكتشفون كذا وكذا ويدخلون الإسلام بعد تأكدهم من ذكر اكتشافهم في القرآن، كم مرة قرأت مثل هذا العنوان على الإنترنت (استبدل "كذا وكذا" بما شئت)؟

لا أتحدث هنا عن الاكتشافات العلمية الموثقة، ولا عن تلك التي يعلن عنها كبار العلماء، وإنما عن اكتشافات لا نقرأ عنها إلا في المنتديات أو رسائل البريد الإلكتروني العربية، والتي تعرف عادة بعدم احتوائها أية روابط لتأكيد محتواها، أو أسماء العلماء أو جامعاتهم أو المجلات العلمية التي نشروا فيها أبحاثهم.

أذكر أنني قرأت سابقا في منتدى عربي يحارب أصحابه الإسلام عن حملة أطلقوها للسخرية من المسلمين، حيث لفَّقوا حكاية عن علماء أمريكيين أسلموا بعد أن توافق اكتشافهم مع ما ذكر في القرآن. ولقد نشروا الرسالة مدعمة بصور فوتوشوبية لدعم حججهم. لم تمض سوى أيام قليلة حتى امتلأت المنتديات العربية بذلك الاكتشاف وبتلك القصة.

ديننا كامل وتام ولا حاجة لنا لقصص وحكايات خيالية لنقنع أنفسها بصدقه وكماله. لما تصلك مثل هذه الرسائل، احذفها، وإن لم تفعل فاعلم أن ذنوبك هي التي منعتك

9. صوتوا للقضية الفلانية على الموقع العلاني

"صوتوا على هذا الموقع لاختيار الرسول شخصية هذا القرن"، "صوتوا لحظر قانون منع الحجاب"، صوتوا، صوتوا... هي عناوين مللت من قراءتها على الويب العربي. ذات مرة دفعني الفضول لقراءة التصويت الذي طٌلب مني المشاركة فيه، نقرت على الرابط فوجدته باللغة الألمانية، استعملت مترجم Google فوجدت أن التصويت قديم جدا، ووجدت رسالة من القائمين على الموقع تستغرب من عدد التصويتات الهائل التي تصلهم بعد نهاية زمن التصويت. الأدهى والأمر أن المصوتين لا يقرؤون خيارات التصويت ولا يحاولون فهم هدف التصويت.

هناك بعض المواقع الأجنبية ولرفع عداد زياراتها تطلق بعض التصويتات التي تلهب مشاعر المسلمين السذَّج، حيث تلجأ إلى إدخال خيار تصويت تعرف أن كل المسلمين سيصوتون عليه. أتدرون أن نتائج هذه التصويتات لا يعمل بها إطلاقا؟ فلماذا المساهمة في رفع شعبية موقع أجنبي معادي للإسلام.

10. حملات إغلاق حسابات فيس بوك خلال شهر رمضان

قد تكون هذه الحملات أقل ضررا مما سبق ذكره، لكنها تعزز مبدأ الموسمية في العبادات.

لو حللنا هذه الحملات لخرجنا بالنتيجة التالية:

إما أن أصحابها ومريديها لا يدخلون المساجد ولا يمسون المصاحف خلال باقي شهور السنة، ويعقدون العزم على تخصيص الوقت الذي كان يمضوه على فيس بوك للذهاب إلى المساجد (يعني إما هذا أو ذاك)، أو أنهم ممن يستخدمون الشبكات الاجتماعية فيما لا يرضي الله، ويودون أخذ عطلة سنوية لمدة شهر قبل مواصلة النشاط من جديد بُعيد صلاة العيد.

هذا ما استطعت تذكره من بين ما شاهدته من "مهازل" على الويب العربي باسم الدين التي وصلت لنا بفضل الحمية التي تستغل في غير محلها، هناك من دون شك العديد من الإصدارات الأخرى والتي لا يسعني ذكرها هنا.

الفكرة التي أود أن أوصلها عبر هذا المقال هي كالتالي:

حبانا الله بعقول لنُعملها،

فكِّر قبل أن تنقر،

فكِّر قبل أن تنشر،

فكِّر.

والسلام عليكم

--

--