الثلاثي الذي أثرى الابتكار في مجال الرعاية الصحية في المملكة العربية السعودية

Geneva Network
Innovate4Health

--

يقولون أنّ أذيّة التنمّر تطالنا مدى الحياة، ولكنّ الأمر كان بالنسبة لأحد الأطباء سببًا ليبدع في مجال إعادة ترميم الغضاريف.

كان د. عبد الكريم فدا شاهدًا على عدة مواقف للتنمّر في المدرسة على بعض أصدقائه بسبب آذانهم البارزة، أراد آباؤهم إجراء عملية تجميل لتعديل شكل آذان أبنائهم ولكنّ هذه الجراحة لم تكن متاحة آنذاك.

في نفس الوقت، كان زميل د. عبد الكريم فدا؛ المخترع مشعل الحارساني يقوم بإبداعات أدت بعد ذلك إلى أكثر من 50 حل لتحديات اجتماعية وإنسانية.

زميل ثالث هو د. فيصل زقزوق في مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا (KAUST)؛ أمضى ستة سنوات مع زملائه يقوم بتنقيح جهاز لتعديل شكل الغضاريف في الأطفال والبالغين.

منذ إطلاق الجهاز التابع لمدينة الملك عبد العزيز في مؤتمر ومعرض الصحة العربي في دبي أوائل 2017؛ والمسماة بـ “إبرة فدا”. حصل الجهاز على الإشادة الدولية والتي أضافت لرصيد المملكة في الاختراع والتطوير.

وكما هو الحال في قصص Innovate4Health، طالت إجراءات حقوق الملكية في تحويل فكرة مهمّة إلى منتج ناجح يقوم بحلّ تحدّ صحّي على مستوى العالم.

المشكلة

آلاف الأشخاص حول العالم يخضعون لجراحات تصحيح العيوب الخِلقية في الأنف والأذن كلّ سنة. ملايين يعانون من آلام الركبة والحوض والمرفق أو الكاحل بسبب عطب ما في أحد الغضاريف وإذا كان الألم حادًا فإنّ المريض في معظم الحالات يحتاج إلى تدخّل جراحي عاجل.

جراحات إعادة ترميم الغضروف شائعة ومؤلمة للغاية. هناك عدّة تقنيات جراحية متاحة وكلّها تتمحور حول الوصول للغضروف على مرحلتين أو أكثر. العملية مؤلمة ولها مخاطر في أذية الأوعية الدموية أو الأعصاب أو الغضاريف المجاورة.

الحل

“إبرة فدا” تمثّل أداة رائعة وقوية قادرة على نحت غضروف الجسم، إمكانياتها مذهلة في تجنّب الأذى المحتمل الذي قد يتعرض له الغضروف جرّاء عملية جراحية بهذه الخطورة.

في حوار دار في أحد المطاعم في عام 2012 نتج عنه تركيز الثلاثي السعودي على إعادة تصميم الإبر. أولا، طوّروا إبرة أدق للأغراض الجمالية لإصلاح آذان الأطفال البارزة دون إخضاعهم لعملية جراحية كاملة.

“استخدمنا تقنية النانو لعمل إبرة على شكل منشار تلتقط غضروف الأذن وتعيد تشكيله من خلال ثقب صغير جدًا وبدون استخدام تقنية مفتوحة أو جراحة، وهي عملية طفيفة التوغل”

يقول الدكتور فداء: “استخدمنا تقنية النانو لصنع إبرة على شكل منشار تلتقط غضروف الأذن وتعيد تشكيله من خلال ثقب صغير جدًا وبدون استخدام تقنية مفتوحة أو جراحة وهي عملية طفيفة التوغل”.

بعد ذلك، تشاور الثلاثي مع شركة تصنيع فرنسية رائدة حول مشكلة كيفية المزج بين الدقة العالية والحد الأدنى من القوة والتوغل أثناء التعامل مع غضروف الكبار الأكثر صرامة. تم توجيههم في اتجاه تقنية النانو ليزر وتقنية النانو.

كانت الإبرة الجديدة مسننة وسميكة، ولكنها أيضًا مرنة بما يكفي للدخول تحت الجلد. قال الدكتور فداء لمركز الاتصال الدولي: “الإبر تعمل على معظم الغضاريف وسيكون ممكنا استخدامها في المستقبل في الركبة دون فتح غضروف الركبة”.

ومنذ ذلك الحين قام الفريق بتصميم مقبضًا مخصصًا للاستخدام مع الأداة.

الابتكار والملكية الفكرية

يمثل إطلاق أداة “إبرة فدا” تتويجا لرحلة مدتها ست سنوات لاكتشاف الابتكار والتفاوض على النماذج الأولية وبراءات الاختراع — وهو أمر حاسم لجذب الاستثمار المطلوب لأخذ فكرة واعدة من مرحلة الاختبارات المعملية إلى مرحلة الطرح في الأسواق.

قام الثلاثي السعودي بالتقديم على براءة اختراع دولية بعد أول اجتماع وانتظروا عامين آخرين ليحصلوا عليها. براءة الاختراع (№4109) تم تصديقها من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتكنولوجيا في محافظة مكة المكرمة لمدة صلاحية تستمر 20 سنة.

عادةً ما يشمل البحث والتطوير في مجال الرعاية الصحية الحديثة العديد من المنظمات والأفراد وغالبًا في بلدان مختلفة أيضًا. توفر حقوق الملكية الفكرية (IP) مثل براءات الاختراع يقينًا أنه يمكن مشاركة هذه المعرفة الثمينة بأمان بين جميع الأطراف وعبر الحدود أثناء عملية البحث والتطوير.

هنا مرة أخرى، أثبتت الأداة مكانها كأول منتج طبي سعودي فرنسي مع الكثير من أعمال التطوير الجارية في فرنسا.

طموحنا هو إعطاء الشباب السعودي صوت عالمي. إن الجيل الجديد هو بشرى التغيير؛ بالمعرفة والإبداع كل شيء ممكن

بعد إثبات فعاليتها في المستشفيات الأوروبية تمّ إنتاجها وتوزيعها من قبل شركة أمريكية. يقوم الفريق الطبي السعودي بتدريب مئات الأطباء الألمان والأوروبيين في مجالات الأنف والأذن والحنجرة والجراحة التجميلية.

يرفع الفريق علم السعودية للابتكار. الحارساني على وجه الخصوص هو مثال لجيل شاب يدفع بحدود الطموح السعودي بشكل متوافق مع أهداف رؤية 2030؛ بدءًا من اختراعه الأول في سن الثالثة عشرة لمساعدة ذوي الاحتياجات الخاصة.

اليوم لا يزال فقط في أوائل الثلاثينيات من عمره، يمتلك الحارساني أكثر من 50 اختراعًا وأكثر من 20 براءة اختراع باسمه. وهي تشمل تلك التي تساعد الأطفال حديثي الولادة في المستشفى وجهازًا مصممًا لإنتاج الكهرباء عن طريق امتصاص الطاقة من السيارات المتحركة على الطريق.

وقال الحارساني لأراب نيوز: “مع رؤية السعودية 2030، فإنَّ بلادنا في طريقها إلى العالم الأول. إنَّ حكومتنا تؤمن بالشباب السعودي. لدينا الشغف لتطوير بلدنا”.

طموحنا هو إعطاء الشباب السعودي صوت عالمي. إن الجيل الجديد هو بشرى التغيير؛ بالمعرفة والإبداع كل شيء ممكن

--

--

Geneva Network
Innovate4Health

Geneva Network is a public policy research and advocacy organisation working at the nexus of innovation, trade and development issues. www.geneva-network.com