مقتطفات
--
إشراق ملاّسي
لقد جعل الله هذه الفطرة نازعة إليه بطبيعتها تطلبه دوما كما تطلب البوصلة أقطابها مشيرة إليه دالة عليه. فليكن كل منا كما تملي عليه طبيعته لا أكثر . و سوف تدله طبيعته على الحق . و سوف تهديه فطرته إلى الله بدون جهد . كن كما أنت. و سوف تهديك نفسك إلى صراطك المستقيم . رحلتي من الشك إلى الإيمان/ مصطفى محمود
إن الفرق بين العبودية و الحرية هو خيط رفيع. خيط رفيع يرقص عليه الإنسان و يتأرجح. إذا سقط في داخل نفسه ضاع في أحلام اليقظة و الرؤيا و الأماني. و إذا سقط في العالم ضاع في دوامة الزمن الآلي و جرفه الروتين و العرف و التقاليد و ابتلعه المجتمع فى جوفه. و إذا فتح عينيه و نظر إلى العالم حوله فإنه يستطيع النجاة بحريته، و يستطيع أن يقفز على الحبل خطوات واسعة إلى الأمام. لغز الموت/مصطفى محمود
عندما نعيش لذواتنا فحسب، تبدو لنا الحياة قصيرة ضئيلة، تبدأ من حيث بدأنا نعي، وتنتهي بانتهاء عمرنا المحدود … أما عندما نعيش لغيرنا، أي عندما نعيش لفكرة، فإن الحياة تبدو طويلة عميقة، تبدأ من حيث بدأت الإنسانية وتمتد بعد مفارقتنا لوجه هذه الأرض! إننا نربح أضعاف عمرنا الفردي في هذه الحالة، نربحها حقيقة لا وهمآ، فتصوّر الحياة على هذا النحو، يضاعف شعورنا بايامنا وساعاتنا و لحظاتنا. و ليست الحياة بعدد السنين، ولكنها بعدّاد المشاعر. وما يسميه “ الواقعيون “ في هذه الحالة “ وهمًا “ هو في الواقع “ حقيقة “ أصحّ من كل حقائقهم!.. لأن الحياة ليست شيئا آخر غير شعور الإنسان بالحياة. جرّد أي إنسان من الشعور بحياته تجرده من الحياة ذاتها في معناها الحقيقي! ومتى أحس الإنسان شعورا مضاعفا بحياته، فقد عاش حياة مضاعفة فعلا… تبدو لي المسألة من البداهة بحيث لا تحتاج إلى جدال! إننا نعيش لأنفسنا حياة مضاعفة، حينما نعيش للآخرين، وبقدر ما نضاعف إحساسنا بالآخرين، نضاعف إحساسنا بحياتنا، ونضاعف هذه الحياة ذاتها في النهاية”. أفراح الرّوح/السيد قطب