من خَلَف ستار : الشيخ خلف يوسف في مثليته الجنسية

My.Kali magazine
My.Kali magazine (بالعربي)
14 min readJun 23, 2016

مقابلة: من رجل دين متزوج في الأردن، الى لاجئ مثلي مهدد بالقتل

(In English?)

Screen Shot 2016-06-23 at 4.18.07 AM
الصورة: يوسف خلف خلال احدى فيديوهات الذي يستعرضها على قناة
اليوتيوب الخاصة به

لقاء و كتابة موسى الشديدي

قد تكون عبارة شيخ دين سابق بحد ذاتها تهمة كافية وجريمة غير قابلة للغفران في عين مجتمعنا، كمدافع عن حقوق الانسان لا اعتقد انه من الممكن الامتناع عن سماع اسم خلف يوسف ليس لانه رجل دين سابق كان يعمل بوزارة الأوقاف بالأردن ولا بسبب ميوله الجنسية المثلية بل لانه اختصر علينا بقصته الكثير مما نريد قوله وما لا نريد الاعتراف به تجنبا لمواجهة الحقيقة المعسولة بالسم. خلف قادته الحياة ليصبح واحد من اكثر المحاربين في مجال حقوق الانسان تطرفا في العالم، و مهاجم على وسائل التواصل الإجتماعي. حاورته لاكثر من مرة فيما سبق لكن هذه المرة كانت مختلفة لانها المرة الاولى بعد هجرته خارج الشرق الاوسط او ربما لاننا نتمرد باشكال مختلفة مع مرور الوقت هذا حواري معه لمجلة ماي كالي

هل يمكنك ان تحدثنا عن طفولتك قليلا؟ نمط التربية والبيئة التي نشأت بها؟

لقد نشأت في عائلة متدينة و ذات طابع بدوي متوسطة الدخل، و كان لي حظوة عند الوالدين و خصوصاً الوالد، فقد نلت نصيبي الوافي من الدلال و الاهتمام من والدي أكثر من أي احد آخر بين إخوتي، و كانت طفولتي هادئة عموماً، إلا أنني قد تعرضت لبعض القمع من شقيقي الاكبر بسبب حبي للعب مع الفتيات و رغبتي الدائمة في مجالستهم و مع ذلك كنت ــ ولا زلت ـــ أغضب إذا نعتني أحدهم بالفتاة أو المرأة، و ليس السبب أنني أحتقر النساء، قطعاً لأ، ببساطة أنا أحب هويتي الجندرية كرجل و أشعر بالرضى التام عن جسدي

عائلة متدينة، هل تعتقد بان التنشأة الدينية او البعيدة عن الدين مرتبطة من قريب او بعيد بالميول الجنسية للطفل كما يعتقد البعض؟ هل يمكن ان تكون التنشأة غير الاسلامية البعيدة عن الدين سببا للمثلية الجنسية؟

هؤلاء الذين يقولون أن المثلية سببها التنشأة غير الاسلامية و البعيدة عن الدين فأقول لهم: كونك تنجذب جنسياً للفتيات ليست إختيار منك، و ليست براعة و شطارة كما يقولون، و لا علاقة للانجذاب الجنسي في الدين و التدين، لأننا وجدنا المثلية موجودة عند الكائنات الأخرى ايضا، فهل نستطيع أن نقول أن ذكور الزرافة الذات الانجذاب المثلي منحرفة عن الدين و أن ذكور الزرافة ذات الانجذاب الغيري ملتزمة بالدين؟ كل ما يقال عن المثلية الجنسية من اسباب يجب أن نعرضها على حال الكائنات الأخرى، ثم أضيف كلام مهم للحافظ إبن كثير في كتابه البداية و النهاية الجزء التاسع في ترجمة الوليد بن عبد الملك إبن مروان حيث قال هناك بعد أن برئه مما يسمى بالـــ(اللواط) فقال إبن كثير:-

}قلت: فنفى عن نفسه هذه الخصلة القبيحة الشنيعة، والفاحشة المذمومة، التي عذب الله أهلها بأنواع العقوبات، وأحل بهم أنواعا من المثلات، التي لم يعاقب بها أحدا من الأمم السالفات، وهي فاحشة اللواط التي قد ابتلى بها غالب الملوك والأمراء، والتجار والعوام والكتاب، والفقهاء والقضاة ونحوهم،…………إنتهى كلام إبن كثير الذي عاش قبل نحو الــ9 قرون، مع تحفظي الشديد على كلمة اللواط، هذا هو الحافظ إبن كثير يتحدث عن أن المثلية موجودة عند غالب الملوك و الامراء (و الفقهاااء و القضاة) فهل الفقيه و القاضي لا يعرف شيء عن الحلال و الحرام و عن اللواط؟ هل هؤلاء القضاة و الفقهاء مثليي الجنس لانهم بعيدين عن الدين و الاسلام؟ و أن باقي الفقهاء و القضاة الآخرين الغير مثليين هم غير مثليين لانهم قريبين من الدين؟ قطعاً لا

كيف اكتشفت ميولك الجنسية وكيف كانت طريقة تعاطيك معها؟

بالنسبة لميولي فهو شعور موجود معي منذ أن وعيت على هذه الدنيا، أذكر نفسي و أنا طفل إبن ثلاث أو اربع سنين و أنا اتعلق بالشباب الوسيمين و إذا رأيت شاب جميل المظهر و الهندام يتعلق تفكيري به، و بقي معي هذا الشعور و نضج معي، ولم أكن أعلم شيء عن طبيعة هذا الميول و كنت أظن نفسي أنني الوحيد في هذا العالم حتى بدأت بمشاهدة الافلام و المسلسلات الاجنبية التي لم تعرض على القنوات العربية و كانت المسلسلات تتطرق كثيراً لفئة المثليين و المتحولين و المزدوجي الميول و كنت ابحث في الكلمات المستخدمة في حق هؤلاء و أترجمها للعربية، و من ضمن تلك الكلمات و المفردات المثلي الجنس، فكل شخصية مثلي الجنس كانت تنطبق على حالي، هنا بدأت أكتشف ما هي طبيعة ميولي الجنسي و ما هو عنوانها

كيف كانت اول تجربة حب بالنسبة لك؟ كيف بدأت وكيف انتهت؟

الاولى كانت لزميلي في الدراسة منذ الطفولة، و كان إسمه (غازي*)، وكانت علاقة رائعة و ناضجة من الطرفين، إلا أنني في حينها لم أكن أفهم طبيعة هذا الشعور و هذا الانجذاب، كنت اقارن نفسي في أقراني من الشباب و كيف يتحدثون عن الفتيات و كنت أشعر بأنني غريب و مختلف، إلا أن مشاعر الحب التي كانت تربطني به تنسيني موضوع الاختلاف، ولكن للاسف بدأت علاقتنا تفتر و تبرد منذ منتصف التسعينيات و السبب أنا أولاً و أخيراً لأنني تدينت و التزمت و صرت أغيب متعمداً عنه كي لا يحدث بيننا أي إتصال جنسي بسبب معتقدي في حينها أن ما نفعله هو لواط و حرام كما هو شائع عند غالب المسلمين، و إنفصلت عنه رسمياً في سنة 2010 و لم أعد اعرف شيء عنه منذ حينها

هل فكرت في محاولة الإتصال به حديثا؟

لقد حاولت الاتصال به منذ أكثر من اربع سنوات و لم أفلح، و أظنه وجد شخص آخر يشاركه الحياة ، غازي* بالنسبة لي ماض

هل لجأت لاي رجل دين لحمايتك او “علاجك” من ميولك الجنسية — كما هو شائع الحدوث في دولنا — وما الذي حدث؟

ومع إلتزامي في الدين، كنت أحاول أن أتخلص من هذا الشعور بشتى السبل و الطرق، أولها كانت في أوائل التسعينيات مع أحد المشايخ المعروفين في الاردن، وكان هذا الشيخ مدرساً لمادة الرياضيات و أنا كنت أحد تلامذته، لجأت إليه و أخبرته عن طبيعة ميولي، و كان ذلك بعد صلاة المغرب و إلقائه لأحد محاضراته، فكانت ردة فعله تجهمية، فطلب إلي أن أعتكف في المسجد و أنهمك في الدعاء و الاستغفار و نحو هذا، و فعلاً بعد صلاة العشاء أوصى الشيخ للمؤذن أن يعطيني مفاتيح المسجد لابيت فيه، و بعد مغادرة المصلين و اثناء أدائي لآخر ركعة من سنن صلاة العشاء أنهيت صلاتي بالتسليم عن اليمين و عن الشمال فتفاجأت بوجود شاب في المسجد، فاقترب هذا اشاب إلي و كنت اعرفه منذ مده لا باس بها، و كنت معجباً به، فبدأ يتحدث إلي و أخبرني أن الشيخ قد أعلمه بقصتي و حالتي و أنه موجود كي يسدي إلي النصح كيف أتعامل مع حالتي و كيف أتخلص منها، فبدا يطرح علي الاسئلة و كيف اشعر و بماذا أحس إذا رأيت شاباً، وماذا افعل معه إذا حدث و وقع بيننا إي إتصال جنسي و كان يطلب إلي أن أخبره بالتفصيل، كل هذا و كان علامات الاستثارة واضحة على الشاب، فانقضت أول ساعة ثم الأخرى و التي يليها حتى مضت أكثر من أربع ساعات و الحديث يتطور أكثر و أكثر حتى اصبح حديث جنسي بحت، فتفاجئت به و هو يمد يده و يضعها على يدي ثم بادرني بقبلة، و بصراحة أنا لم امانع ولم أصده، و تطور الامر بإتصال جنسي في المسجد، و أنا أقول هذا الكلام ليس من باب المفاخرة، قطعاً لا، ولو رجع بي الوقت للوراء لما فعلتها ابداً

“…فكان اليوم الموعود في الديوان و الناس مجتمعة تفوق الاربع مائة شخص وقف والد الفتاة و قال للناس أن الشيخ خلف على وشك الانفصال عن إبناتنا و يريد أن يخربكم بالسبب، فأشار إلي أن أقوم و أخبرهم،”

المهم، و بعد أن إنتهينا نزلنا انا و هو إلى الحمامات و كلنا أنفاس و قلوب مضطربة خوفاً و رهبة و ندم شديد على الذي فعلناه، ثم إتسلنا كلٌ على حده و خرجنا إلى صحن المسجد و جلس كلٌ منا في زاوية، و بقينا مستيقظين حتى بزغ الفجر و جاء المؤذن و الامام والمصلين ثم أدينا الصلاة، و بعد تسليم الامام اتاني المؤذن و سألني: “كيف الوضع؟ إنشالله إنك إستفدت على يدين الشيخ؟”، قلت له ‘ماذا تقصد؟’، قال لي أن الشيخ قد اخبره بحالتي، ولا زلت إلى هذه اللحظة لا أعلم السبب الذي دفع بالشيخ لأخبار المؤذن.
لا أريد أن أطيل، بعد خروجنا من المسجد جاء إلي ذلك الشاب الشيخ و قال لي أنه هو أيضاً يعاني مما أعاني منه أنا، و أنه سبق و جاء قبل هذه المرة إلى نفس الشيخ و نصحه بأن يتزوج و أن يكون قريباً من الله و يبتعد عن أي مسببات للاستثارة الجنسية، و أنه تزوج بهدف ابعاد الشبهة عنه و لكي يعطي للشيخ و الناس إنطباع أنه تخلص من شعوره و أنه اصبح إنسان عادي كباقي الناس، ولكنه لم يتغير أي شيء، فاعتذر إلي و طلب مني أن ابقي ما حدث بيننا سراً، و أنا أخبر الان لأن الحادثة حدثت منذ فترة طويلة ولا أحد يذكر الآخر، و ربما لا أحد يتذكرني أنا شخصياً، بالتالي لا خوف عليه

ما رأيك بمحاولة الزواج من اجل التخلص من الميول الجنسية المثلية؟ هل يمكن ان تجدي نفعا؟

بعد الضغط من الاهل و الاقارب و المشايخ قررت أن أتزوج بالفعل، فكانت الخطبة و كان الزواج و أنا أعرف أنني لا أستطيع أن أعيش مع فتاة تحت سقف واحد، ومرت أول ليلة كالجحيم بل اشد، لانني لم أستطع أن أقيم أي علاقة جنسية معها، لأنني لا أنجذب للفتيات اصلاً، فصرت أتحجج بحجج كثيرة حتى إنقضى أكثر من 7 أشهر ولم أستطع أن أقيم معها أي علاقة، فلم يكن لي من بد إلا أن أخبرها أنني ضعيف جنسياً و لا استطع أن أقيم علاقة جنسية مع اي فتاة، فكان ردة فعلها عنيفة جداً من سباب و شتام و نحوه و أنا لا استطع أن ارد لان كل الحق في صالحها، و بعد بضع ايام من التفكير قررت أن أنفصل عن الفتاة بحجة أنني (خربان) جنسياً، و أخبرت الفتاة عن فكرتي، فرفضت الفكرة في البداية ثم قررت أن تسايرني في هذه الخطة لكي تتخلص مني هي الاخرى، و فعلاً كانت أول نقطة هي أن تغادر المنزل إلى بيت أهلها لتخبرهم أنها ترفض العيش معي و أن حياتها جحيم… إلخ، فهاتفني والدها و طلب إلي أن أحضر، فحضرت و جلست معه، و صار يسألني عن طبيعة المشكلة التي بيننا، و بعد صمت و تردد و خوف أخبرته أنني لم استطع أن أقيم علاقة جنسية معها، فرد على بكلام شديد و مهين لا اريد أن اذكره، و إتهمني أنني أكذب، ثم أخبرته كيف أكذب بهذا الشأن وما الهدف من فضح نفسي؟، ثم قال لي يعني ماذا تريد أن تخبرني؟، قلت: انا إنسان ضعيف جنسياً ولا أستطيع أن أقيم علاقة جنسية مع اي فتاتة و أنا مستعد أن أخبر الناس أن المشكلة مني و ليس من البنت و أستطيع أن أبرئها أمام الناس كلها، فغضب مني و إنهال علي بالسباب و الشتائم المقذعة، ثم جلس يفكر، و بعد عدة دقائق طلب مني أن اغادر و أبقى في بيتي إلى أن يطلبني، ولم ينقضي يوم واحد حتى هاتفني و طلب إلي أن أحضر، فحضرت و إذ بإخوته مجتمعين و على علم بما حدث، فقالوا أنه على إستعداد لانهاء الزواج و لكن بشرط أن أجتمع في ديوان العائلة و أخبر الناس أن المشكلة مني أنا و ليس من البنت و أن البنت لا زالت عذراء!، و كي التزم بهذا الشرط وقعوني على كمبيالات، و فعلاً وافقت على كل طلباتهم

فكان اليوم الموعود في الديوان و الناس مجتمعة تفوق الاربع مائة شخص وقف والد الفتاة و قال للناس أن الشيخ خلف على وشك الانفصال عن إبناتنا و يريد أن يخربكم بالسبب، فأشار إلي أن أقوم و أخبرهم، و فعلاً كنت قد جهزت كلاماً مختصراً و مفيداً ألقيه عليهم و أوصل الفكرة بوضوح و بإختصار شديد، ثم بدأت كلامي بآية قرآنية ( …..أو التابعين غير أولي الاربة من الرجال …) فشرحتها و فسرتها لهم، ثم قلت لهم أنني أنا من هؤلاء الرجال، و أنني لم استطع أن أقيم علاقة جنسية مع زوجتي طيلة الــ7 شهور الماضية و أن الفتاة لا زالت بكر عذراء و أنها بريئة من كل تهمة، كل هذا و قلبي على وشك أن يخرج من صدري، و ركبتي ترتجفان كالزلزال، و ريقي جف من حلقي حتى اصبح جوف حلقي كالجمرة من شدة العطش، و بعد أن إنتهيت من الكلام جلست و الناس صامتى تسمع صوت الابرة إذا ألقيتها، و بعد جلوسي نظرت إلى والد الفتاة و علامات الرضى بادية عليه، حينها طلبت إليه أن يأذن لي بالانصراف، و فعلاً خرجت مسرعاً من الديوان و إنتهيت إلى بعض الاشجار ثم أجهشت بالبكاء الشديد، و بعد أن هدأت قليلاً واصلت مسيري إلى البيت، و هناك هاتفني والد الفتاة و طلب إلي أن أحضر في يوم الاحد إلى المحكمة الشرعية لإقاع الطلاق ما قبل الدخول و فعلاً تم الامر بدون أن أدفع أي مهر أو صداق، وكانت هذه التجربة الاولى بالزواج

مضى على الزواج الاول تسعة اشهر و والدي و الناس يقنعوني أن الحالة التي بي ما هي إلا سحر و (ربط)!، و أن علاجي القرآن و بعض الادعية و بعض من التمائم و الحجب و نحو هذه الترهات، و أنني سوف اصبح على ما يرام و أن لا مشكلة لدي، و للأسف بعد فترة التسع اشهر رضخت لهم و أقدمت على الزواج، ولكن هذه المرة لجأت للادوية المنشطة جنسياً، فكانت ليلة الدخلة و اللقاء الجنسي، ثم نمنا و اصبحنا و إذ بالوسادة التي أنام عليها قد غرقت بالدماء بسبب نزيف حاد في الانف، هرعت للحمام و حاولت أن أوقف النزيف، و نظرت في المرآة و غذ بالدم على قرنية عيني كقطعة الدم الجامد، تم نقلي للطواريء، و خضعت للفحص، و أخبرت الطبيب عما حدث ، فقال لي الطبيب انه لا يجوز لي أن استخدم اي منشط جنسي مدى الحياة، و هكذا طار آخر أمل في أن أعيش مع فتاة تحت سقف واحد دون أن أحرمها من حقوقها الجسدية، ولكن اقولها، لو كنت أستطيع أن أتعاطى المنشطات لما إستطعت أن أعطي البنت حقها، الموضوع ابعد و أعمق من مجرد جنس. و حدث حمل من هذا الجنس، ولكن الحمل لم يثبت و وقع الاسقاط، ثم عشت بعدها أنا و زوجتي بغرفتين منفصلتين إلى أن أعلنت عن ميولي الجنسي و هروبي إلى لبنان و وقوع الطلاق الخلعي و إنتهاء الزواج التاني

khalaf yousef
الصور: صور قديمة لخلف في منتصف التسعينات تقريباً عندما كان سلفي
على المذهب الحنبلي

كيف كشفت عن ميولك الجنسية المثلية؟ وكيف كانت ردة فعلهم؟

من خلال فيديو تم تسجيله و بثه على موقع اليوتيوب و بعد إنتشار الفيديو وصل الفيديو إلى مكان عملي في وزارة الاوقاف، و تم إخباري من الوزارة سراً أن الفيديو وصل إليهم و أنهم سوف يطلبوني إليهم للأستجواب، أخبرت أحد الاصدقاء على الفيسبوك أن وزارة الاوقاف سوف يطلبوني فنصحني أن أوثق الجلسة صوت و صورة إذا أمكن ذلك، و فعلاً تمت المقابلة و دامت المقابلة لمدة ستين دقيقة وقع فيها جدال و نقاش و إرتفعت اصواتنا في الجلسة و إتى الامر إلى قرار إحالتي للمجلس التأديبي، فحضرت أول جلسة و لم أتمكن من حضور الجلسات الاخرى لأن عائلتي عرفت عن موضوع الفيديو و إعلاني عن ميولي، فتعرضت للهجوم الشديد من عائلتي و خصوصاً أخي الاكبر، لدرجة التخطيط للقتل، فاستطعت الهروب من البيت و من مدينيتي بمساعدت بعض الاصدقاء، و قررت الهروب إلى لبنان و طلب اللجوء و إعادة التوطين

كيف كانت حياتك في لبنان؟ وهل هنالك اي فرق بين وضع الاقليات الجنسية في الاردن ولبنان؟

لم تكن أفضل حالاً، لانني لم استطع أن أحصل على عمل و خاصة قلة خبرتي و تحصيلي العلمي و الاهم سني و عمري، لهذا عشت في فقر و عازة، أي نعم في لبنان كنت بعيد عن خطر أهلي و ملاحقتهم لي، ولكن بنفس الوقت لا أستطيع أن أفشي عن طبيعة ميولي في لبنان، ربما أغلب اللبنانيون في العاصمة بيروت متفتحي العقلية و ذي تفكير متفتح أكثر من الشعب الاردني، ولكن باقي المناطق اللبنانية لا يقلون عنفاً و رفضاً عن الشعب الاردني، و كان إختياري للبنان هو أنه بلد عربي فيه حريات فكرية و دينية و جنسية أيضاً و فيها أول جمعيات عربية تعني في حقوق المثليين اضافة إلى وجود بعض المعارف هناك من خلال أصدقائي في الاردن. عموماً كانت حياتي صعبة جداً من الناحية المعيشية و خصوصاً أنني عشت في مناطق الجنوب اللبناني و هو مجتمع متدين جداً في طبيعته

ما الذي ألهم الشيخ خلف يوسف للتحرر و الإعتراف بهويته و مثليته الجنسية؟ هنا

هل يمكن للشخص ان يكون مثلي الجنس ومؤمن في الوقت نفسه بحسب خلفيتك الدينية؟

أنني كنت أعيش عقدة الذنب و شعور التناقض طيلة حياتي لأنني كنت أتبع الفقه و العقيدة التقليدية التي جاء أغلبها من الرجال و ليس الدين نفسه، و هنا اتحدث عن موضوع الجنسانية و المثلية الجنسية، و لكن بعد فترة طويلة من البحث وجدت أن الاسلام تحدث عن قوم لوط كمغتصبين للرجال و ليسوا مثليييي الجنس، و أنه تحدث أيضاً عن الرجال الغير أولي الاربة، ولم يذمهم و لم ينكر عليهم، و في هذا تفصيل أكتر لا يتسع الوقت للخوض فيه، فالجواب هو نعم، يستطيع الانسان المثلي المسلم المؤمن أن يعيش حياته المثلية دون أي تناقض أو شعور بالندم، لأنه ليس مذنباً تحت ظل النصوص الدينية

13247965_509887155888962_8453985950801142020_o
الصورة: خلف حاليا مقيم كلاجئ في كندا، بعدما تعرض لتهديد بالقتل،
مما دفعه للفرار الى لبنان و إعادة توطينه في كندا

هل من الممكن ان تتعمق معنا في هذا الجواب؟ اقتراحات لكتب يمكن قرآتها؟ كيف…؟

بالنسبة للمثلية الجنسية من الناحية الاسلامية فقد ذكرت بأكثر من منشور تفصيلات حولها لا استطيع بسطها بالتفصيل في هذا المقام إلا أنني سأحاول أن أعطي الزبدة :-

في القرآن ــ وهو أول باب تشريعي في الاسلام ــ فقد ذكر في سورة النور نوع من الرجال الذين لا يرغبون في النساء و لا يشتهونهن ، و قد ذكروا في طرف آية في قوله :- ( ……… أوِ التَّابِعِينَ غَيْرِ أُولِي الْإِرْبَةِ مِنَ الرِّجَالِ ) ، و معنى غير أولي الاربة يعني الرجال الذين لا يرغبون في النساء جنسياً و لا يشتهونهن ، و ذكروا المفسرين من هم هؤلاء الرجال الذين لا يرغبون في النساء منهم ( المخنثين ) و ذكروا منهم ( الاحمق ) الذي لا يشتهي النساء ، أو ( المغفل ) الذي لا يشتهي النساء ، ولا أظن أن كل شخص لا يشتهي النساء مغفلاً أو أحمقاً ، و إنما نعتوهم بالحمقى و المغفلين فقط لانهم لا يشتهون النساء ، و هؤلاء المخنثين و ( الحمقى و المغفلين ) كانوا يدخلون على بيوت النبي و الصحابة ولم يعترض أحد و لم يمنعهم أحد ولم يصفوهم باللوطيين أو الشواذ كما يفعل بعض الناس في هذه الايام . و كان من أشهر الصحابة المخنثين سبعة ، وهم :-

1- انة

2- انجشة

3- بنون

4- هيت

5- هدم

6- ماتع

7- مانع

(ملاحظة: سنقوم بنشر باقي اقتراحات خلف في صفحة مختلفة.)

ما خططك المستقبلية، لنفسك؟ كيف ترى حياتك الآن و التي تعتبر فصل و صفحة جديدة في حياتك؟

بالنسبة لحياتي المستقبلية فأنا أعمل على تطوير نفسي من الناحية العلمية و الثقافية ، و هنالك خطة لنشر مذكراتي في سلسلة كتب هنا في كندا ، هذا على الصعيد الشخصي ، أما على الصعيد العام سوف استمر في نشاطي حول حقوق الانسان بشكل عام و حقوق المثليين و مجتمع الـ م م م م LGBT بشكل خاص .

كيف وضعك الأن؟ وماذا تفعل؟ اشرح لنا كيف تجري حياتك الآن في كندا؟

بالنسبة للحياة في كندا فهي تجري على خير ما يرام ولكن بصعوبة بسبب اللغة و الثقافة .

ماذا عن أهلك وأقاربك الآن؟ هل يصلك اي شيئ منهم؟

آلاهل و الاصدقاء فقد تواصل معي بعضهم قبل سنة و نصف ثم إنقطعت أخبارهم ، هنلك من يدخل و يعلق على صفحتي تحت أسماء مستعارة لا أعرفهم ، ولكن عرفوا على انفسهم بأنني أعرفهم جيداً !

هل تود توجيه أي رسالة لقرأ مجلة ماي كالي؟ ماذا تحب ان تقول للمجتمع الغيري؟ و لكل فرد من افراد مجتمع الميم؟

أوجه رسالتين لقراء مجلة ماي كالي:-

الرسالة الأولى للمجتمع الغيري أحب ان اقول: أنك لم يكن لك إي إختيار بكونك غيري الجنس؛ تميل و تنجذب للجنس الآخر، و لا علاقة للدين و الاخلاق و التربية بذلك، و كذلك المثلي الجنس، لم يكن له إي إحتيار بميوله الجنسية، بالتالي يمكن أن يكون أي شخص حولك مثلي الجنس، ممكن أن يكون أقرب الناس إليك، ممكن أن يكون طبييب مدين له بحياتك فهل سترد على الجميل بأن تنكره و تجحده فقط لانه مختلف عنك ؟ بالتالي لا أعتقد أن نكران الجميل و الجحود من الاخلاق و الرجولة. أن المثلية و مجتمع الــLGBT و غيرهم هم جزء من مجتمعنا شئنا أم أبينا.

أما الرسالة الثانية فأوجهها إلى مجتمع الميم، و اقولها لاول مرة، للاسف أكثر الناس عداءً للمثليين هم المثليين أنفسهم، من خلال رفضهم لأنفسهم و لطبيعة ميولهم، و من خلال سلوكهم و تصرفاتهم ولكن هنلك مسؤلية كبيرة تقع على عاتقكم أنتم من خلال محورين ، الاول هو تقبلك لنفسك و إصطلاحك مع ذاتك ولا يكون ذلك إلا من خلال المحور التاني وهي التثقيف ، ثقف نفسك و اقرأ عن الجنسانية و الجندرية و تنوعها ، أما ما يتعلق بقبولهم لأنفسهم فيجب أن يعلموا أن المشكلة عند الناس و ليست عندك، ميولك الجنسي هي حياتك الخاصة و ليس لاحد أي حق في أن يتدخل في حياتك الخاصة، هذا إذا فكرنا من منطلق الحريات الشخصية و ليس من منطلق العلم و الطبيعة، و في النهاية ارجو للجميع حياة طيبة و مستقبل رائع و دوام التوفيق و النجاح .أختم باطيب الاماني للجميع.

جانب من لقائ الشيخ السابق (و موظف سابق في وزارة الأوقاف) خلف يوسف مع عطوفة أمين عام وزارة الاوقاف في الأردن الدكتور محمد الرعود مع بعض كوادر الوزارة و مدير أوقاف العاصمة عمَّان، بخصوص إعلان يوسف لمثليته الجنسية على صفحة الفيسبوك الخاصة وإحالته من العمل. الفيديو الذي اشعل كل شيء

.

يمكنكم متابعة يوسف خلف عبر قناة اليوتيوب الخاصة به هنا

يمكنكم متابعة يوسف خلف عبر صفحة تويتر الخاصة به هنا

The English version available (here)

--

--