05. حول إعادة صياغة العقليات والتأملات في عام 2018

Nuqat
Nuqat Insights
Published in
6 min readDec 16, 2018

تختص هذه النشرة الإخبارية بقصص من العام الماضي عن نقاط وربط المجتمع والفنون والاقتصاد على أمل تحفيز النقاش وجمع بعض الدروس التي نريد أن نتذكرها في العام المقبل

لدينا إعلان قصير — لكن مشوق — قبل التحدث عن أفكار هذا الشهر…** إعلان سريع من م3 عن منع الكتب وحالة الرقابة في الكويت **

كانت جماعة الضغط م3 تسعى بنشاط لإدخال تعديل على القانون بخصوص المنشورات المطبوعة في الكويت. أكبر تغيير يطالبون به هو تغيير نظام الرقابة من الرقابة المسبقة إلى الرقابة اللاحقة. هذا يعني أن أي قرار لمنع كتاب يجب أن يأتي بعد دعوى قضائية وحكم بالذنب؛ مما يترك المسؤولية بين يدي قاضٍ عوضاً عن لجنة من وزارة المعلومات. كما تعمل جماعة م3 على إعادة تحديد المواضيع الممنوع ذكرها في القانون بوضوح أكبر

___________________________________________________________________

لقد أعلنا للتو عن تاريخ مؤتمرنا الذي سيدوم لـ 10 أيام في عام 2019. بين الـ 20 والـ 29 من نوفمبر، استعدوا للعديد من الخطابات التفاعلية والنقاشات الجماعية والعروض وورش العمل متعددة التخصصات وقراءات الكتب وعروض الأفلام والمزيد!

تحت موضوع إعادة صياغة العقليات التي تشكل فهمنا الشخصي والاجتماعي والهيكلي للعالم — لقد فتحنا فرصة التعاون معكم (سواء كنتم فنانين أو مستثمرين أو علماء صواريخ). في المؤتمر، نريد استكشاف وزرع ومشاركة الأفكار عن اكتساب وتكييف إطار تفكيرنا بشكل جماعي بمواجهة آثار الغد. إن كانت لديكم أية أفكار لمشروع أو أداة أو عرض مسرحي أو موسيقي أو غيرها يمكنها التطرق لهذا الموضوع، يمكنكم التواصل معنا لطرح أي سؤال لديكم أو تعبئة طلب المشاركة هنا

___________________________________________________________________

2018، عام في المراجعة

في بداية هذا العام، عقدنا منتدى بدافع القلق الوطني الملح لتطوير مصادر بديلة. نظن أنه من هذا المنظور، تحتل الثورة البشرية مركز الصدارة بينما يلعب العقل الإبداعي دوراً أساسياً. تألف المنتدى من خطابات ونقاشات استمرت باستكشافنا للقدرة البشرية الفطرية على الإبداع والإحساس والتطور. كانت هناك دعوات لإعادة صياغة العقلية التي شكلت الهياكل السائدة — في التخطيط والقطاع الإبداعي والتعليم وغيرهم. لم يكن التشديد على الحاجة لإعادة الهيكلة فقط بل أيضاً على تطوير ثقافة تفكير مستجيبة ومُفسَرة بواقعها، ثقافة فعالة ونشطة في التغيير

تحولات في السياسة، تحولات في العقلية

في نقاش قاده مشعل القرقاوي بعنوان ”بسط أسس الإبداع لأجل النماء“، نظر أعضاء الجلسة إلى الشروط الضرورية لحصد نتائج تطور الثروة البشرية. كان لدى الشروط المذكورة جانبين هما المعرفة وما قالت الدكتورة أماني البداح أنه جانب القدرات. ضمن جانب المعرفة، يعتمد تطور الثروة البشرية على شكل من التعليم يقدّر العلوم الإنسانية والفنون ويتقبل التنوع ويركز على تعلم المهارات التي تشمل الاجتهاد وتخصيص الوقت

من الواضح أن هناك إهمال عام ساحق لهذه النقاط الثلاثة. تطرح الدكتورة أماني أسئلة عن المناهج الدراسية خاصةً في الكويت،’’هل يتعلم طلابنا الموسيقى؟ أم الشعر؟ أم الفنون؟“ في المدارس العامة، هنالك على الأقل 640 غرفة موسيقى ومسرح لا يتم الاعتناء بها جيداً أو استخدامها. ماذا يحدث لقدرات شبابنا على التفكير النقدي والتفاعل مع واقعهم اليومي عندما تُستبعد العلوم الإنسانية والفنون من أعوامهم التكوينية في التعليم؟

المجموعة الثانية من الشروط المذكورة عليها تغذية تطوير قاعدة الثروة البشرية التي تركز على جانب ’القدرات‘. أشارت الدكتورة أماني أولاً إلى الدور الأساسي للحرية الفردية للعلم والفضول في تمكين الثقافة الإبداعية. ملاحظتها الثانية والتي غالباً ما يتم تجاهلها في حوار السياسة هي القدرة على الأمل. لا يمكن تحفيز الفرد على العمل والإبداع والتفكير بطريقة مختلفة في غياب أمل يضيف قيمة ومعنى للعالم الذي يعيش به

قال الدكتور خالد مهدي، الأمين العالم للمجلس الأعلى للتخطيط والتطوير في الكويت، أنه لا يمكن اتخاذ أي خطوة نحو ’حركة فكرية جديدة‘ دون تغيير العقلية الجماعية. حالياً، هناك مجموعة من السياسات التي تلائم تنمية الثروة البشرية تقودها الحكومة وفقاً للممارسات القياسية العالمية. لكن هذا المسار ليس خطياً. لا يرتبط المسار فقط بإصلاحات سياسات التعليم أو البيئة لاقتصاد ابتكاري. السياسات بحد ذاتها ليست شرطاً كافياً لتمكين هذا التغيير. هناك شروط ومؤشرات اجتماعية عديدة يجب النظر فيها، بما في ذلك ما ذكرته الدكتورة أماني سابقاً، لتعزيز ثقافة التنوع والحوار والنمو. ما دعا إليه أعضاء اللجنة كان خلق أهمية وقوة وفرصة ليسيطر الفرد على مستقبله. هذه أساساً قضية اجتماعية متضمنة في الوحدة

ما وراء “ الوجود الافتراضي”

كان النقاش المذكور أعلاه قريباً من حديث منيرة الصايغ بعنوان ”ظهور وتطوير التيار الثقافي الثانوي“ حيث وصفت مشاعر التوقعات والاستحقاقات غير المستقرة التي شهدتها أثناء العمل في القطاع الإبداعي في الإمارات العربية المتحدة. لاحظت منيرة أن هناك اعتقاد بلا أساس بين الشباب المبدعين — اعتقاد بأن المؤسسات القائمة والمفترض وجودها مستقبلاً قادرة على معالجة القضايا الأساسية في بناء المجتمع والتفكير النقدي وتطوير تيار فرعي ثقافي شعبي“. الإحساس بالأهمية والسيطرة على المستقبل الذي ذُكر في النقاش الأول سيصارع ليتشكل عندما يعيش الشباب في حالة مستمرة من التوقعات في المجالات الإبداعية البحتة أو غيرها

“نعيش باستمرار في حالة من التواجد في المستقبل. ننتظر باستمرار افتتاح متاحف افتراضية وتشكيل مؤسسات مختلفة. لكننا لا نركز على زراعة التربة التي نقف عليها الآن”

كما ذكرت منيرة، تقع على عاتق جميع العاملين في المجال الإبداعي مسؤولية بذل جهودهم في إضافة عمق ومضمون إلى المشهد الثقافي الحالي. يمكن للمؤسسات الموجودة أن تضمن أهميتها وتواصلها مع المجتمع عبر الجهود النشطة في تأمل السياق المحلي والاستجابة إليه. يمكن للعمق والتواصل والنمو في المشهد الثقافي أن يتواجدوا في مساحات خارج هذه المؤسسات. يمكن فقط أن تكون الحركات الثقافية ’شعبية‘ عندما تصبح مستقلة عن أي مبادرات تقودها الدولة مثل التجمعات والتبادلات غير الرسمية. يمكن للمبادرات الثقافية التصاعدية والتنازلية أن تعمل في انسجام ولا يجب أن يُفهم تواجد الاستقلال في الممارسة بين الاثنين على أنه قطع للتواصل

التعليم خارج التلقين

استبيان الشباب العربي هي دراسة استقصائية تُجرى سنوياً لتوفير نظرة قائمة على الأدلة إلى طموحات وآمال ومخاوف الشباب العربي. في تقرير عام 2018

كان من الواضح بشكل كبير أن أنظمة التعليم الوطنية لم تقدم تحضيراً كافياً لسوق العمل الذي يزداد عولمةً. تبلغ نسبة البطالة 25% بين الشباب العرب — وهذه حالياً أعلى نسبة عالمياً

. أنظمة التعليم غير الفعالة هي سبب أساسي لهذه النسبة. يجب أن تكمن أهداف نظام التعليم ما وراء تلبية الطلب الحالي لسوق العمل. كان نظام التعليم الذي يهمل تطوير مهارات التفكير النقدي موضوعاً متكرراً في مؤتمراتنا السابقة

شارك عضو اللجنة هاشم الوزان، مؤسس وزان ماث، المهارات الأربعة الضرورية في رأيه لعملية التعليم النقدي. أولاً، قوة الملاحظة مهمة جداً خاصةً عندما نحصل جميعاً — كبار وصغار — على معلومات كثيرة باستمرار عبر شاشات هواتفنا وأجهزتنا اللوحية والحواسيب وأجهزة التلفاز. ثانياً، ممارسة الخيال الذي يمكن تغذيته عبر سرد القصص والقراءة والكتابة والرسم وما إلى ذلك. ثالثاً، التجربة التي تتطلب من الطلاب ألا يخشوا شيئاً في قراراتهم لأن هناك دروس يتعلمونها من الخسارة مثل الربح. بعد كل هذا، الحفظ والممارسة سيأتيان بشكل طبيعي — وهذا يتم التغاضي عنه عندما نتعلم أن نحفظ أولاً ونفكر لاحقاً. يدعو هذا إلى خلق نظام تعليمي جديد للأطفال والشباب حيث يتم إشراك عقولهم وتحريكها ويكونون متحمسين للتعلم عوضاً عن الخضوع لعملية فهم تلقينية

التعليم التجريبي: تجربة نقاط

هذا العام في نقاط، نحن فخورون بشكل استثنائي ببرنامج الأطفال الذي تم بالتعاون مع شركة مجموعة زين للاتصالات باسم

. في هذا البرنامج التعليمي التجريبي، نسقنا بين المحترفين المبدعين والمعلمين من مختلف مدارس الكويت. IN•DIG•GO

أربعة مواضيع عملية — الحديقة، صنع الأفلام، تصميم الأثاث، وتصميم المنسوجات — شكّلت محتوى البرنامج. كان جوهر برنامجنا التركيز بنشاط على تنمية المهارات مثل الإبداع والتعاون والتواصل والتفكير النقدي. بحلول نهاية البرنامج الذي استمر لـ 12 أسبوع، 34 طفل بين عمر السادسة والحادية عشر أكملوا البرنامج. تم إجراء اختبار إبداع مبنياً على ’اختبارات تورنس للتفكير النقدي‘ في بداية ونهاية البرنامج لتقييم فعالية هذا النوع من التعليم. في جزء الكتابة من الاختبار، وجدنا تحسناً ملحوظاً بين الجنسين في جميع الأعمار. كان من الواضح أن الطلاب أصبحوا متمكنين أكثر من اللغة وازدادت ثقتهم في تعبيرهم الإبداعي. تم تنفيذ البرنامج بدعم كبير من المعلمين والمرشدين. في عام 2019، نأمل أن نطبق كل ما تعلمناه من بداية المشروع في الجولة الثانية من البرنامج

هناك الكثير من الأشياء المشوقة التي ستحدث في العام المقبل ولا يسعنا الانتظار حتى نشارك كل ما عملنا عليه معكم. باقتراب العام الجديد، نأمل أن نزيد حس المجتمع لدينا ونخلق لحظات من التواصل والتبادل ونستخدم هذه المنصة كأداة لترسيخ التفكير النقدي والحوار في المنطقة

___________________________________________________________________

نشكركم لقراءة أفكار هذا الشهر! كما هو الحال دائماً، لا تترددوا في إرسال أي من اقتراحاتكم أو تعليقاتكم إلى

insights@nuqat.me

--

--

Nuqat
Nuqat Insights

Nuqat is a nonprofit organisation in cultural development in MENA. Our aim is to nurture a self-sustainable community through creative and critical thinking