“ إنك متعب أيها الشيخ…متعب في أعماقك”
الشيخ و البحر …من منظور بنت أبو الشيخ
استغاثة خجلة من خلف سطور قليلة
لطالما كانت الكتابة وسيلة استغاثة لمن لا يستطيع البوح، و أعتقد أن الشيخ و البحر كانت نداء استغاثة خجِل من هيمنغواي لكن كان بوسع أي شخص يقرأها أن يتنبأ بانتحاره. كان الله في عون السائرين فرادى. كان الله في عونهم.
القصة أشهر من أن أتكلم عنها
كلنا يعلم قصة سانتياغو و سمكته الضخمة وحظه العاثر والبحر الكبير القاسي …لكني اخترت قراءتها بالعربية وفي هذه الأيام بالذات لأني أقرأ ما يخاطب روحي و يهدئ ضجيج عقلي ..فكما كانت الكتابة ملجأ الكاتب، فالقراءة مهرب للقارئ و ملاذ يبحث فيه عمن يشاركه احساسه دون أن يحكم عليه. فهربت للبحر.
أجمل ما رأيت فيها
الإصرار و الرضا رغم الهزيمة المحققة. سانتياغو لم يتوقف لحظة عن المحاولة…رغم أنه يرى سمكته الغالية تسرق منه و يرى هزيمته أمام عينيه بعد فرحه باصطيادها و تكاد تخور قواه مرات عديدة في رحلة العودة إلا انه لم يستسلم لحظة واحدة. رضي بقدره و عاد لبيته. قوته ملهمة..ملهمة جدا و تمسح على قلب أرهقته الهزائم المتكررة التي تشبه في قسوتها أمواج البحر التي لا تتوقف عن ضرب صخور الشاطئ حتى تذيبها تماما.
“ إنك متعب أيها الشيخ…متعب في أعماقك”
حقا متعب. حتى الصميم.
