الضرورة الإسلامية لتعليم النساء في أفغانستان

Joint Statement on Afghanistan
11 min readOct 6, 2021

--

بيان مشترك من علماء مسلمين وأكاديميين وصحفيين وآخرين

بسم الله الرحمن الرحيم

والصلاة والسلام على جميع الأنبياء معلمي البشر إلى خاتمهم محمد

بسبب التغيرات الأخيرة في حكومة أفغانستان الناتجة عن حرب ضد احتلال خارجي والحل السياسي الذي لم يظهر بين الأفغان مع النظام السابق، فإن إعلان الإمارة الإسلامية بأفغانستان ستهدف إلى تطبيق نظام حكم إسلامي يجلب المزيد من النقاش بين العلماء المسلمين والسياسيين والأكاديميين والمتخصصين حول تحديد القيم والسياسات الإسلامية الأساسية التي تطمح أي حكومة إسلامية إلى الحكم بها وكيفية تنفيذها وتكوين الحكم الإسلامي الأمثل في زماننا.

تجري العديد من المحادثات حول مجموعة من القضايا التي تشمل كل جانب من جوانب المجتمع والحكومة وهناك حاجة إلى مزيد من الحوار لتحديد التفاصيل في مثل هذه المحادثات، فإن تفاصيل السياسة وتطبيق القانون هي مجرد جانب واحد، وقضايا التعامل مع البنية الاجتماعية للمجتمع هي أخرى. وإن إحدى هذه المناقشات الهامة هي قضية تعليم النساء والفتيات في أفغانستان. ولتعزيز هذا الحوار، فإن النظر لسجل حركة طالبان في التسعينيات، والطبيعة الغامضة الحالية لسياسات التعليم التي أعلنتها الحكومة الحالية، والخوف من التعدي الأجنبي على القيم على نظام تعليمي يعكس القيم الإسلامية — كل ذلك جزء لا يتجزأ من ضرورة توضيح موقف الإسلام من حول تعليم المرأة.

إن موقف الإسلام من التعليم هو أحد أهم أسس الإيمان بشكل واضح. وكان الهدف الكامل للوحي من الله للبشرية هو إزالة ظلمة الجهل بنور العلم.

قال الله تعالى: الر ۚ كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَىٰ صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ (سورة إبراهيم 1)

إن الوحي للبشرية من آدم ونوح وإبراهيم وموسى وعيسى ومحمد (عليهم السلام أجمعين) تأسس على التربية ونشر العلم. كان أول نزول للقرآن إرشاداً للقراءة والتلاوة في مجتمع عربي يعاني من الأمية الجماعية.

قال الله تعالى: اقْرَأْ بِاسْمِ رَبِّكَ الَّذِي خَلَقَ — خَلَقَ الْإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ — اقْرَأْ وَرَبُّكَ الْأَكْرَمُ — الَّذِي عَلَّمَ بِالْقَلَمِ — عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ (سورة العلق 5–1)

وقد نقل المؤرخون أن الصحابي عمر بن الخطاب رضي الله عنه كان من بين سبعة عشر شخصاً في مكة المكرمة آنذاك الذين يحسنون القراءة والكتابة. جاء الإسلام في الواقع ليحقق محو الأمية وكان في صميم تمهيد التعليم للرجال والنساء.

قال النبي صلى الله عليه وسلم: ”طلب العلم فريضة على كل مسلم“ (رواه الإمام مسلم في صحيحه).
وفي رواية ضعيفة: ”على كل مسلم ومسلمة.“ قال الإمام النووي رحمه الله: ”ولو كان هذا الحديث ضعيفاً فمعناه صحيح“ العلم المذكور في هذا الحديث أساسيا هو العلم الشرعي والعلم الذي يربط الإنسان بالله تعالى بالإضافة إلى التوجيه المقدس لكل وجه من جوانب الحياة، إلا أنها لا تقتصر عليه بل تشمل كل العلوم. لم يناقش العلماء في الإسلام على نطاق واسع مزايا فروع العلوم المختلفة فحسب، بل شاركوا بنشاط في العلوم والرياضيات والشعر والفنون وغير ذلك. وقد اشتهر مفكرون مسلمون مثل ابن رشد وابن سينا وابن خلدون ​​والغزالي وابن الجوزي وابن تيمية والنانوتي مؤسس دار العلوم بديوبند في الهند والعديد من المعاصرين وعدد لا يحصى من المساهمات التي تقدم المسلمون في كل مجال من مجالات العلم وأصبحوا حصناً لها لقرون.

يذكر جورج صليبا في كتابه ”العلوم الإسلامية وصناعة النهضة الأوروبية “ كيف كان الإسلام مصدر الابتكارات في العلوم وجميع فروع العلم التي أثرت على أوروبا والعالم لهذه الأسباب. شجع الإسلام التعليم وكان أساس الدولة الإسلامية لإنشاء مدارس في أنظمة تعليمية محلية في المساجد مما أدى بعد ذلك إلى إنشاء مدارس رسمية في المساجد ثم غيرها خارج المسجد. لم ينحصر تدريس الفروع الإسلامية فقط ولكن تم تدريس جميع فروع المعرفة والعلوم في هذه المؤسسات القائمة على المسجد. يؤكد صليبا أيضًا أن ”النموذج الأوروبي للصراع بين الدين والعلم لا ينطبق حقًا على العالم الإسلامي. يشجع دين الإسلام البحث العقلاني والعلمي. لذلك، لا يرى المسلمون أي تناقضات لا يمكن التغلب عليها بين عقيدتهم وقوانينهم الطبيعية. ومن ثم، فإن دراسة الدين ودراسة العلوم الطبيعية لا تخلق صراعًا بين المسلمين“ (نوح أيدين، مجلة فاونتن) أسس علماء الإسلام هذا السعي على مبدئ أن دراسة العلم لن تتعارض أبدًا مع وحي الله الذي خلق الكون الطبيعي وأحسنه إلى هذه الكوين الكاملة.

وإن العلماء مثل أبي الحسن الندوي في كتابه ”ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين“ وسيد محمد نقيب العطاس في كتاب ”الإسلام والعلمانية“ أكدوا شدة الحاجة إلى ما بعد الاستعمار لتنشيط مثل هذا السعي للمعرفة من أجل تقدم المسلمين في جميع مستويات تعليم القطاع الخاص، والتخصص، والتكنولوجيا، إلخ.

حتى أن كلمة العلم في اللغة العربية تُعرَّف بأنها ”نقيض الجهل“ (ابن منظور). ومن أوائل المؤسسات التي أنشأها الرسول صلى الله عليه وسلم المؤسسة التعليمية. لم يكن المسجد النبوي مركزًا للتعليم فحسب، بل كلف الرسول الناس بالتعلم في مؤسسات التعليم المجتمعي المعروفة باسم بيت المدرس. تُظهر أوامر النبي صلى الله عليه وسلم وممارساته أن الحاجة إلى التعليم هي حق للناس يجب على كل حكم إسلامي أن يحققه.

ينص الإعلان الإسلامي العالمي لحقوق الإنسان الذي تبناه المجلس الإسلامي الأوروبي في 19 سبتمبر 1981/21 ذو القعدة 1401 هـ على ما يلي:

21 — حق التربية: … (ب) التعليم حق للجميع، وطلب العلم واجب على الجميع ذكورا وإناثا على السواء: “طلب العلم فريضة على كل مسلم…”“

لقد كان للأسف علامة على الجهل العالمي بالتاريخ الإسلامي، من قبل كل من المسلمين وغير المسلمين، بالدور الجماعي للمرأة ومساهمتها في كل وجه من جوانب التعليم والمجتمع الإسلامي. كانت المرأة مصدرًا للتعليم والحكمة كأمثلة للبشرية جمعاء في القرآن: مثل عبودية مريم، ومثابرة آسية (زوجة فرعون) على الحق، وعدل ملكة سبأ، ووالدة موسى وأخته اللتين صارتا نموذجين في التوكل على الله، وذكر أمهات المؤمنين وزوجات الرسول وبناته اللواتي كن من أعظم مصادر العلم الإسلامي في التاريخ رضي الله عنهن جميعا. كانت زوجته خديجة أول مؤمن بالنبي ومن أسلم، ومن أهم الداعمين له ونصائحهم. كانت سيدة أعمال ناجحة وكان معروفة في مكة، خطبت له بسبب الثقة والولاء شهدتهما كصاحب عمله.

كانت زوجاته مثل عائشة وأم سلمة يذهبن مع الرسول في رحلات عسكرية، وبعد حياته كانوا من وراء حجاب يعلّمن وينصحن، وكانوا من أهم المستشارين السياسيين للخلافة. يُعرفن بأنهم من أعظم العلماء في التاريخ الإسلامي. وقد قاتلت بعض الصحابيات في المعارك، وكانت أم عمارة نسيبة بنت كعب رضي الله عنها التي أنقذت حياة الرسول عليه الصلاة والسلام جسديًا بتوجيه ضربات متعددة على جسدها بينما كانت تصارع مهاجمًا في معركة أحد. والرسول (صلى الله عليه وسلم) طلب الإستشارة من السناء و ليست في الأمور السياسية فحسب، كان من أهم لحظات الانخراط السياسي في تاريخ الإسلام مشاركة النساء من بين أولئك الذين وقعوا على اتفاق وعهد في بيعة العقبة. كان بيعة العقبة تعهدًا سياسيًا من أهل المدينة المنورة التي توفر الأمن والحماية والولاء للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) ، وكانت البيعة من أهم إنجازات في إقامة الحكم الإسلامي. وكانت إمرتان من بين اثنين وسبعين من الذين تعهدوا للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم) في هذا الاتفاق السياسي الحيوي. هما نسيبة بن كعب وأسماء بنت عمرو رضي الله عنهما. هذا مجرد مثال واحد من العديد من التعهدات والولاءات السياسية الأخرى التي لم يطلب فيها النبي محمد (صلى الله عليه وسلم) مشاورة فعالة من النساء فحسب ، بل انخرطن بنشاط في وحُسبن من بين أولئك الذين أسسوا الأسبقية السياسية في الهيكل الحكم الإسلامي النبوي..

كان النبي صلى الله عليه وسلم يسمح النساء بحضور المسجد ويأمر بعدم منعهن من الحضور بقوله: ” لا تمنعوا إماء الله مساجد الله“ (رواه البخاري ومسلم).

حتى إنه كان يهتم بتحديد وقت خاص لتدريس النساء في المسجد النبوي وفي المساجد الأخرى بالمدينة المنورة بحيث يتيح الوصول إلى طلب العلم والاستماع إلى شكواهن والرد على استفساراتهن.

قالت عَائِشَةُ رضي الله عنها:” تَبَارَكَ الَّذِي وَسِعَ سَمْعُهُ كُلَّ شَىْءٍ..‏ إِنِّي لأَسْمَعُ كَلاَمَ خَوْلَةَ بِنْتِ ثَعْلَبَةَ وَيَخْفَى عَلَىَّ بَعْضُهُ وَهِيَ تَشْتَكِي زَوْجَهَا إِلَى رَسُولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ وَهِيَ تَقُولُ يَا رَسُولَ اللَّهِ أَكَلَ شَبَابِي وَنَثَرْتُ لَهُ بَطْنِي حَتَّى إِذَا كَبِرَتْ سِنِّي وَانْقَطَعَ وَلَدِي ظَاهَرَ مِنِّي اللَّهُمَّ إِنِّي أَشْكُو إِلَيْكَ. فَمَا بَرِحَتْ حَتَّى نَزَلَ جِبْرَائِيلُ بِهَؤُلاَءِ الآيَاتِ ‏{‏قَدْ سَمِعَ اللَّهُ قَوْلَ الَّتِي تُجَادِلُكَ فِي زَوْجِهَا وَتَشْتَكِي إِلَى اللَّهِ‏}‏‏.“(رواه ابن ماجه).

كان من لطفه أن يكون متاحًا للنساء المحتاجات رغم أنه كان رئيسًا للدولة.

عَنْ أَنَس بن مالك، قَالَ ” جَاءَتِ امْرَأَةٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالَتْ يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ لِي إِلَيْكَ حَاجَةً. فَقَالَ لَهَا: “يَا أُمَّ فُلاَنٍ اجْلِسِي فِي أَىِّ نَوَاحِي السِّكَكِ شِئْتِ حَتَّى أَجْلِسَ إِلَيْكِ”. قَالَ فَجَلَسَتْ فَجَلَسَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم إِلَيْهَا حَتَّى قَضَتْ حَاجَتَهَا. وَلَمْ يَذْكُرِ ابْنُ عِيسَى حَتَّى قَضَتْ حَاجَتَهَا. وَقَالَ كَثِيرٌ عَنْ حُمَيْدٍ عَنْ أَنَسٍ“ (رواه أبو داود)

أمر النبي النساء بالحضور إلى المسجد والتعلم. كان يزور الصحابة في قراهم ويعلمهم ويسمع أسئلتهم. كان مسجده يملأ التجمعات التعليمية المخصصة للنساء فقط ويستمع إلى أسئلتهن ويجيب عليها.

عَنْ عَائِشَةَ، قَالَتْ ”سَأَلَتِ امْرَأَةٌ النَّبِيَّ صلى الله عليه وسلم كَيْفَ تَغْتَسِلُ مِنْ حَيْضَتِهَا قَالَ فَذَكَرَتْ أَنَّهُ عَلَّمَهَا كَيْفَ تَغْتَسِلُ ثُمَّ تَأْخُذُ فِرْصَةً مِنْ مِسْكٍ فَتَطَهَّرُ بِهَا. قَالَتْ كَيْفَ أَتَطَهَّرُ بِهَا قَالَ ‏ “‏ تَطَهَّرِي بِهَا. سُبْحَانَ اللَّهِ ‏“‏. وَاسْتَتَرَ — وَأَشَارَ لَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ بِيَدِهِ عَلَى وَجْهِهِ — قَالَ قَالَتْ عَائِشَةُ وَاجْتَذَبْتُهَا إِلَىَّ وَعَرَفْتُ مَا أَرَادَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم“(رواه مسلم في صحيحه)

وافق النبي صلى الله عليه وسلم على تعليم عائشة للمرأة. سمح الرسول وقتًا حتى للفتيات الصغيرات لطرح الأسئلة عليه وإعطائهن الوقت.

عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ، قَالَ:”إِنْ كَانَتِ الأَمَةُ مِنْ أَهْلِ الْمَدِينَةِ لَتَأْخُذُ بِيَدِ رَسُولِ اللَّهِ ـ صلى الله عليه وسلم ـ فَمَا يَنْزِعُ يَدَهُ مِنْ يَدِهَا حَتَّى تَذْهَبَ بِهِ حَيْثُ شَاءَتْ مِنَ الْمَدِينَةِ فِي حَاجَتِهَا“(رواه ابن ماجه)

يجب إحياء التاريح لعدد النساء لا يحصى من الرؤى والقادة في التاريخ الإسلامي: مثل أحد أعظم علماء التزكية رابعة العدوية، وإحدى المحدثين الرئيسيين للأحاديث النبوية لحفظ صحيح البخاري الذي هو بين أظهرنا اليوم رواية العالمة المحدثة فاطمة المروزية، وزبيدة بنت جعفر زوجة هارون الرشيد ومشاريعها الإنسانية التاريخية في الخلافة العباسية التي وفرت مأوى لكل حاج على طريق الهجرة في شبه الجزيرة العربية من العراق إلى المدينة المنورة ومكة المكرمة التي تسمى بعين زبيدة. وكذلك فاطمة الفهرية التي أسست مسجد القرويين التاريخي الذي أصبح واحداً من أشهر المؤسسات التعليمية تاريخًا أو تاريخيا في العالم.ولبنى القرطبية ومنصبها ككاتبة للخليفة عبد الرحمن الثالث جعلتها واحدة من أنبل القصر الأموي لمعرفتها. قال العلامة الأندلسي ابن باشكوال:

“كانت حاذقة بالكتابة، نحوية شاعرة، بصيرة بالحساب، مشاركة في العلم، لم يكن في قصرهم أنبل منها، وكانت عروضية، خطاطة جدا” (كتاب الصلة 10–53)

وغيرهم مثل العالمات والفقيهات المسلمات مثل فاطمة بنت الإمام مالك، وفاطمة الشرّاط في الأندلس، وفاطمة السمرقندية وآلاف غيرهن. ومثل القادة السياسيين أمثال الملكة لدولة المماليك الشهير شجر الدر، وسيدة الحرة، وكوسم سلطان وحريم سلطان العثمانيين الأتراك، ورضا سلطان سلطنة دلهي وآخرين. ما نراه ما هو إلا انعكاس لفقدان الذاكرة الجماعي في العالم لمساهماتهم وتاريخهم. يتم الإعتراف أيضًا بتاريخ أفغانستان وتقاليدها من النساء اللواتي كان لهن تأثير في المجتمع كشخصيات حكومية. مثل جوهر شاد شخصية سياسية مشهورة في لدولة لتيمورية في القرن الخامس عشر. كانت متزوجة بأمير شاروخ، بالإضافة إلى كونها ملكة كانت جوهر شاد وزيرة ورائدة في الترويج للفنون والثقافة. أصبحت واحدة من أكثر قادة البلاد نفوذاً لعقود في هرات حيث دفنت. إنها مجرد مثال واحد للمرأة المؤثرة في تاريخ أفغانستان. كانت العديد من هؤلاء النساء رائدات في بناء المؤسسات التعليمية في بلاد المسلمين، والكثير منها لا تزال قائمة حتى يومنا هذا كأوقاف. هذا بالإضافة إلى آلاف الأفغانيات اللاتي تخرجن ودرسن الشريعة والدراسات الإسلامية من مؤسسات تعليمية.

لذلك لا شك أن حصر التعليم في القدرات المذكورة على الرجال والأولاد فقط دون النساء والفتيات بالدراسة هو ضد أهداف الإسلام، وتعاليم القرآن، ومخالفة لسنة الرسول صلى الله عليه وسلم عليه، ويتناقض مع مقاصد الإسلام وأصوله.

حتى أن المجتمعات الإسلامية اليوم تفتخر بالمشاركة النشطة للمرأة في كل جوانب التعليم والحكومة والسياسة والمجتمع. بل إن بعض الدول الإسلامية لديها نساء في الأوساط الأكاديمية والمناصب الحكومية أكثر من الرجال. ومع ذلك، هناك تحديات مثل الإساءة والتعدي الثقافي بدلاً من الفهم الديني الصحيح الذي ينتقص من حقوق المرأة والعنف المنزلي والحق في التعلم والعديد من القضايا الأخرى التي يجب على المجتمعات المسلمة معالجتها والعمل على التخفيف منها. يجب تنمية بيئة تقبل التعليقات الناقدة والشكوى. يجب أن يكون الحوار المفتوح مع النساء والمسؤولين الحكوميين وصانعي السياسات والعلماء والمتخصصين العنصر الأساسي في أي مجتمع إسلامي ناجح في تلبية احتياجات المرأة. إن الواجب الإسلامي لتعليم المرأة هو حق أساسي يجب تأليفه.

ونقول في ضوء الشريعة: ندعو الإمارة الإسلامية بأفغانستان إلى:

  • إعادة فتح التعليم لجميع النساء والفتيات في كل مستوى دون مزيد من التأخير.
  • توضيح التحديات التي تحول إنشاء برامج تعليم النساء والفتيات بحيث يمكن حل المشكلات بسرعة في حالة وجودها
  • السماح بشكل علني بمشاركة النساء المؤهلات على جميع المستويات الوزارية
  • السماح للمرأة بالتحديد بالخطاب في تطوير مناهج أفغانستان في وزارة التربية والتعليم
  • إقامة مؤتمرات ترحب بالحوار حول التطورات التربوية من المختصين والعلماء
  • تطوير برامج محو الأمية في المناطق الريفية وتطوير مراكز التعليم كأولوية في تحقيق المنفعة المجتمعية
  • السعي بنشاط لاستشارة العلماء والمتخصصين في التربية الإسلامية من جميع أنحاء العالم الإسلامي لتحسين المجتمع الأفغاني
  • تشكيل مجلس شورى العلماء المستقل للحوار حول هذا الموضوع وغيره من الأمور الدينية
  • السعي بنشاط لاستشارة المنظمات التعليمية الإسلامية في جميع أنحاء العالم للمساعدة في صياغة نماذج أفضل الممارسات
  • التشاور مع المجتمعات الإسلامية الأخرى في نمذجة القيم الإسلامية، والنوع الاجتماعي والمشاركة في الدور في المجتمع، ومناهج وبرامج التربية الإسلامية الحيوية مثل: قطر، وماليزيا، وتركيا، إلخ.

نأمل أن يؤخذ هذا الأمر على محمل الجد حيث أنفقت الملايين على تعليم المرأة الذي يمكن للحكومة الأفغانية الحالية الاستفادة منه. يمكن تصحيح الفساد وسوء الإدارة والتعدي على قيم الماضي من خلال عدم تجاهل الاحتياجات الماسة اليوم. يجب على الحكومة أن تتحرك الآن.

وعلى دول العالم، بدءاً بالدول الإسلامية والدول المجاورة، أن تساعد أفغانستان. أولئك الذين يديمون سياسات غير حكيمة لتجميد الأصول الحكومية يعيقون قدرة الحكومة على خدمة الناس في هذه المجالات الحاسمة ويجب على المجتمع الدولي أن يبذل قصارى جهده لدعم المجتمع الأفغاني في كل منفذ ممكن اقتصاديًا وسياسيًا وعدم الإضرار بهم. لقد ثبت أن العقوبات تضر أكثر مما تنفع، وستحقق الدبلوماسية نتائج أكثر من التأثير المجتمعي على السكان من خلال فرض عقوبات عليهم. يجب أن يكون التعليم غير مسيس وممول بالكامل. يجب إزالة جميع العوائق، ويجب دعم جميع السبل التي تسمح بالبنية التعليمية من أجل مستقبل النساء والفتيات في أفغانستان. ومع ذلك، فإننا نذكّر قيادة الحكومة الأفغانية بأن الأذى الذي يلحقه الآخرون لا يعفيهم من المسؤولية تجاه شعبهم.

قال النبي محمد صلى الله عليه وسلم:”استوصوا بالنساء خيرا …“ (رواه البخاري ومسلم). يجب أن يكون حديث النبي صلى الله عليه وسلم هو المبدأ المطلق الذي بموجبه تتعامل الحكومة الإسلامية مع قضايا المرأة. ”استوصوا بالنساء خيرا“ هو أمر قضائي مباشر للوفاء بهذه الحقوق والاحتياجات من خلال الحوكمة فيما يتعلق بصياغة السياسة، وتعزيز الفرص للمرأة، وحتى في الأخلاق والسلوك من المسؤولين الحكوميين وحى إلى سلوك الشرطة. من اللطيف المضمون في الحديث النبوي أن يوضع سياسات حول قضايا المرأة يمكن للعالم أن ينظر إليها كقدوة وليس تلك التي يختلف معها العالم والمسلمون.

بل إن النبي (صلى الله عليه وسلم) جعل العلامة والشرط لأفضل المجتمعات أن يكون رجاله في معاشرتهم ومعاملتهم هم الخيار لنسائهم. قال:”خياركم خياركم لنسائهم“ (رواه ابن ماجه في سننه وابن حبان والحاكم). ويبدأ حسن المعاملة والخيرية في المعاملة الأسرية، ثم الاجتماعية، ثم في إدارة البلد وسياساته، ثم في الأمة وأخيرا في العالم. نرجو أن تكون أفغانستان علامة على تلك الخيرية في تطبيق هذا الحديث كمبدأ في الحكم والسياسات التي تتعامل مع النساء.

وفق الله تعالى جميع قادة المسلمين، وأعطاهم القدرة على خدمتهم، والوفاء بالثقة والمسؤولية التي سيحاسبون عليها، وأن يحمي الله العالم وأفغانستان من الأذى والظلم من الداخل والخارج.

نشجع المجتمع الإسلامي العالمي وخاصة العلماء والقادة السياسيين على التوقيع على هذا البيان للضرورة الإسلامية لتعليم النساء في أفغانستان.

توقيع كل من،

(يتم تحديث الموقعين بشكل مستمر — إذا كنت ترغب أن نضيف إسمن، يرجى ملء النموذج التالي بالضغظ هنا)

مولوي الشيخ حسيب بن يونس بن سيد محمد الأفغاني المدني — مؤسس ومدير مؤسسة التراث الإسلامي ومؤسسة الإيامن العالمي

الأستاذة فاطمة جيلاني — عضو مجلس إدارة جمعية الهلال الأحمر الأفغاني

الدكتور الشيخ عمر سليمان — مؤسس ورئيس مركز يقين للبحوث الإسلامية. أستاذ الدراسات الإسلامية وعضو مجلس إدارة مركز الأخلاق بجامعة سثرن مثدست

الدكتورة الشيخة تمارا غري — مؤسسة ومديرة ومعلمة في مدرسة ربطة , أستاذة لعلوم الشرعية في المدرسة الإسلمية بأمريكا, عضو في المجلس الفقه الإسلامي لأمريكا الشمالية

مولوي الشيخ مصطفى عمر الندوي — عضو في المجلس الفقه الإسلمي لأمريكا الشمالية, مؤسس ريئيس الجامعة الإسلامية بكالفورنيا, مدير التعليم بمركز الإسلامي في أورنج كاونتي

الشيخة مسلمة برمول — مديرة التنفيذ في مركز المجلس

الشيخ جمال ديوان — عضو لجنة التدريس في مركز المجلس ومدرسة برايت هورايزن

الدكتور الشيخ ياسر قاضي — عميد الشؤون الأكاديمية في المدرسة الإسلامية الأمريكية ، ومعلم في مركز إيست بلانو الإسلامي

الشيخ صهيب ويب — عضو في مجلس الفقه أمريكا الشمالية ومعلم في مركز دي سي

الدكتورة زهرة فايزي — محاضرة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا ، وباحثة في كلية هارفارد العليا للتربية

الشيخة زينب أنصاري — عالمة لقسم النساء مدرسة التيسير

مريم وردك — مؤسسة

Her Afghanistan

هاورن رحيمي — أستاذ مشارك قانون جامعة أمريكا بأفغانستان

موسكا دستكير — أستاذة السياسة والإدارة جامعة أمريكا بأفعانستان

مسعودة سلطان — مؤسسة

All in Peace

محسن أمين — محلل وباحث سياسات أفغاني

English:
https://medium.com/@JointStatementAfg/islamic-imperative-for-womens-education-in-afghanistan-616f7e04e8bd

پښتو:
https://medium.com/@JointStatementAfg/%D9%BE%D9%87-%D8%A7%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-%DA%A9%DB%90-%D8%AF-%DA%9A%DA%81%D9%88-%D8%AF-%D8%B2%D8%AF%D9%87-%DA%A9%DA%93%DB%90-%D8%AA%D8%B9%D9%84%DB%8C%D9%85-%D9%84%D9%87-%D9%BE%D8%A7%D8%B1%D9%87-%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A-%D9%88%D8%AC%DB%8C%D8%A8%D9%87-42b5a3fb89f2

فارسی:
https://medium.com/@JointStatementAfg/%D9%88%D8%AC%DB%8C%D8%A8%D9%87-%DB%8C-%D8%A7%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%DB%8C-%D8%A8%D8%B1%D8%A7%DB%8C-%D8%AA%D8%B9%D9%84%DB%8C%D9%85-%D8%B2%D9%86%D8%A7%D9%86-%D8%AF%D8%B1-%D8%A7%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-2d4a4018bd56

العربية
https://medium.com/@JointStatementAfg/%D8%A7%D9%84%D8%B6%D8%B1%D9%88%D8%B1%D8%A9-%D8%A7%D9%84%D8%A5%D8%B3%D9%84%D8%A7%D9%85%D9%8A%D8%A9-%D9%84%D8%AA%D8%B9%D9%84%D9%8A%D9%85-%D8%A7%D9%84%D9%85%D8%B1%D8%A3%D8%A9-%D9%81%D9%8A-%D8%A3%D9%81%D8%BA%D8%A7%D9%86%D8%B3%D8%AA%D8%A7%D9%86-ccc0e05eeb73

Turkish:
https://medium.com/@JointStatementAfg/afganistanda-kad%C4%B1nlar%C4%B1n-e%C4%9Fitimi-i%CC%87%C3%A7in-i%CC%87slami-zorunluluk-9c6b43204dc4

--

--